"الفارس الخشن".. الحملة المليارية التي لم تُسقط الحوثيين

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
"الفارس الخشن".. الحملة المليارية التي لم تُسقط الحوثيين

الإثنين 12 مايو 2025

رئيس مجلسى الإدارة والتحرير

عبدالرحيم علي

رئيس التحرير

داليا عبدالرحيم

ads

رئيس مجلسي الإدارة والتحرير

عبدالرحيم علي

رئيس التحرير

داليا عبدالرحيم

سياسة

الإثنين 12/مايو/2025 - 04:03 ص
«الفارس الخشن»..
«الفارس الخشن».. الحملة المليارية التى لم تُسقط الحوثيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في واحدة من أكثر الحملات العسكرية كلفة وإثارة للجدل في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشفت شبكة "إن بى سى نيوز" أن "عملية الفارس الخشن" التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب ضد الحوثيين لم تُحقق هدفها الرئيسي في كسر شوكة الجماعة.
رغم أنها كلفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار منذ مارس، وتضمنت استخدام آلاف الذخائر وخسائر في المعدات، بينها سبع طائرات مسيّرة وطائرتان مقاتلتان، فمع انطلاق حملة إدارة ترامب ضد الحوثيين في ١٥ مارس، استخدم البنتاغون نحو ٢٠٠٠ قنبلة وصاروخ، بتكلفة تجاوزت ٧٧٥ مليون دولار، وفقًا لمسئولين أمريكيين مطلعين.
وشملت هذه الترسانة مئات القنابل زنة ٢٠٠٠ رطل، تُقدّر تكلفة الواحدة منها بـ٨٥ ألف دولار، إلى جانب ما لا يقل عن ٧٥ صاروخ توماهوك يُقدّر سعر الواحد منها بـ١.٩ مليون دولار، و٢٠ صاروخ كروز من طراز AGM-١٥٨ يُطلق جوًا وتبلغ تكلفة الواحد منها حوالى ١.٥ مليون دولار، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الذخائر.
ولكن بعد نشر هذه البيانات، أبدى مسئول فى وزارة الدفاع تحفظه، وصرّح لشبكة "إن بى سى نيوز" بأن الأرقام مبالغ فيها، مقدّرًا الكلفة الإجمالية بأقرب إلى ٤٠٠ مليون دولار، وهو ما شكك فيه مسئولون آخرون داخل البنتاغون.
وفى جانب آخر من النفقات، أنفقت الولايات المتحدة ما لا يقل عن ١٠ ملايين دولار لنقل نظامي دفاع جوى من طراز باتريوت عبر البحر إلى المنطقة، وفقًا لإحصاء عسكري قدمته مصادر مطلعة، ولا تشمل هذه الأرقام تكلفة الشحن الجوي، والتي كانت مرتفعة أيضًا.
إذ أوضح الأدميرال سام بابارو، قائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، خلال شهادة أمام الكونغرس، أن الجيش نفّذ ٧٣ رحلة جوية بطائرات C-١٧ لنقل أحد أنظمة باتريوت، مع العلم أن تكلفة تشغيل الطائرة تصل إلى ٢٧ ألف دولار في الساعة، وقد شملت العمليات الجوية نقل نظامي باتريوت إلى الشرق الأوسط.
ورغم الضربات المتواصلة، واصل الحوثيون شنّ هجمات خارج اليمن، بما فى ذلك استهداف مطار دولي في إسرائيل، ما دفع إدارة ترامب إلى إبرام اتفاق مفاجئ بوساطة عمانية يقضى بتعليق العمليات الأمريكية مقابل وقف الحوثيين هجماتهم على السفن الأمريكية، دون أن يشمل الاتفاق السفن الأخرى أو الهجمات على إسرائيل.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن الحوثيين وافقوا على وقف هجماتهم ضد السفن التجارية، واصفًا ذلك بأنه "استسلام" من الجماعة، ما دفعه إلى الإعلان عن وقف مفاجئ للضربات الأمريكية فى اليمن.
وأكد ترامب أن الحوثيين قدموا وعدًا بعدم استهداف السفن مجددًا؛ معتبرًا ذلك تحقيقًا للهدف من الحملة العسكرية؛ مشيرًا إلى أن هذا التعهد جاء من "مصدر جيد جدًا".
وخلال لقائه برئيس الوزراء الكندي مارك كارني، قال ترامب إن الحوثيين بعثوا برسالة مضمونها "نرجوكم لا تقصفونا بعد الآن، ونحن لن نهاجم سفنكم"، دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية.
بالتزامن، أعلنت سلطنة عُمان عن توصل الحوثيين والولايات المتحدة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد وساطة عمانية شملت اتصالات مع الجانبين، وصرّح وزير الخارجية بدر البوسعيدي أن الاتفاق ينص على أن يمتنع الطرفان عن استهداف بعضهما، بما فى ذلك السفن الأمريكية فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، الأمر الذى يُفترض أن يضمن حرية الملاحة وسلاسة حركة التجارة البحرية الدولية.
في المقابل؛ كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن إسرائيل لم تُبلّغ مسبقًا بقرار وقف الضربات، حيث أفاد مسؤول إسرائيلي رفيع بأن إعلان ترامب شكل مفاجأة كاملة لهم، فى مؤشر على ضعف التنسيق بين واشنطن وتل أبيب بشأن هذا التطور المفصلي.
ويرى المراقبون أن "عملية الفارس الخشن" تمثل نموذجًا كلاسيكيًا لفشل الكلفة مقابل العائد، حيث أن حجم الموارد العسكرية والمالية الهائل الذى وظّفته إدارة ترامب لم يُترجم إلى مكاسب استراتيجية ملموسة على الأرض.
وأشار البعض إلى أن استمرار الحوثيين فى تنفيذ هجمات خارج اليمن، رغم الضربات المكثفة، يُظهر قدرة الجماعة على امتصاص الضغط العسكري والاحتفاظ بزخمها العملياتي، وهو ما يضعف رواية نجاح الحملة.
كما رأى خبراء عسكريون أن تضارب الأرقام بين مسئولي البنتاجون بشأن الكلفة الفعلية للعملية يعكس ارتباكًا داخليًا في تقييم النتائج، ويثير تساؤلات حول الشفافية والكفاءة في إدارة العمليات.
واعتبر محللون أن الاتفاق المفاجئ مع الحوثيين جاء بمثابة تراجع سياسي تكتيكي من قبل واشنطن، بعدما ثبت أن الحل العسكري وحده غير كافٍ لضبط الجماعة أو تحييد تهديداتها الإقليمية.

الاقسام


© 2021 Albawabhnews All Rights Reserved.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق