في مثل هذا اليوم، تمر ذكرى وفاة واحد من أشهر من رسموا البسمة على وجوه الجماهير رغم ما حملته حياته من مآسٍ، هو الفنان الكبير استيفان روستي، الذي لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل رمزًا للعبقرية الفنية التي خرجت من قلب التناقضات.
من القصور إلى المهن اليدوية
ويرصد موقع تحيا مصر أن استيفان روستي ولد في حي شبرا لأب نمساوي يعمل سفيرًا في مصر وأم إيطالية، ونشأ في كنف عائلة أرستقراطية أوروبية الطابع، لكن حياته لم تسلك طريق الرفاهية طويلاً، فبعد انفصال والديه، وتحديدًا عقب زواج والدته مرة أخرى، قرر الشاب المتمرد أن يستقل بحياته في سن السادسة عشرة.

ورغم خلفيته الراقية، امتهن روستي كل الحرف والمهن الصناعية التي تتعارض تمامًا مع نسبه الأرستقراطي، في دليل حي على التمرد والطموح، ودخل عالم الفن من الباب الخلفي، حيث عمل في بداية مشواره كمُشرف على رفع الستار في أحد المسارح، كما نظم دخول وخروج الجمهور، لم تكن تلك المهام ترويه، لكنها كانت جسر عبوره إلى خشبة المسرح، حيث بدأت موهبته الفطرية في الظهور.
قصة حب صادمة وطرد من الأب
من أكثر المحطات إثارة في حياة استيفان روستي كانت قصته الغريبة مع الحب، إذ وقع في غرام عشيقة والده، وهو ما تسبب في طرده من المنزل، لتتحول حياته بعدها إلى سلسلة من التحديات التي واجهها دون دعم أو حماية.
وفي عمر السابعة والأربعين، تزوّج من فتاة إيطالية، وأنجب منها توأمًا، لكن فرحته لم تكتمل، إذ فقد طفليه في عمر مبكر، تاركين وراءهم ندبة في قلب الأب الذي لم يعرف للراحة طريقًا.
حين سمع استيفان روستي خبر وفاته وهو حي
ربما لم يعرف القدر قسوته أكثر مما فعل مع استيفان روستي حين فوجئ وهو على قيد الحياة بخبر وفاته يُذاع على الراديو، بل ووصلت المأساة حد إقامة حفل تأبين له! ورغم قسوته، ضحك روستي على الموقف بطريقته الساخرة المعهودة، وكأنه يضيف لمسة من الكوميديا السوداء إلى حياته.
لم تمر أيام طويلة حتى باغتته أزمة قلبية أثناء جلوسه في مقهى، وكانت تلك المرة الحقيقة، فرحل الفنان الكبير عن عالمنا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا وحياةً تصلح أن تكون فيلمًا دراميًا لا يقل إثارة عن أدواره.
استيفان روستي لم يكن مجرد ممثل، بل حالة فنية وإنسانية فريدة، جمعت بين النبل والألم، الضحك والدموع، وأثبت أن الكوميديا أحيانًا ما تولد من رحم المعاناة.
0 تعليق