صرخة حق مدوية في وجه الغيبة والضلال

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في سماء مصر الشامخة، كم من نجوم أضاءت دروب الحق والعدل، وتركت بصمات لا يمحوها تقادم الزمان. ومن بين هؤلاء الأفذاذ، يتربع اسم المستشار الجليل شعبان الشامي، أسد ساحات القضاء، الذي قضى عمره شامخًا كالجبل، متصديًا لظلام الإرهاب وعبث أهل الشر، لا يخشى في الحق لومة لائم، ولا يرتعد من تهديد أو وعيد.

 

واليوم، إذ صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، وترك خلفه إرثًا من النزاهة والشجاعة، يخرج علينا من ظلمات النفوس المريضة أقوامٌ يستحلون الغيبة وينتهكون حرمة الموت، ينفثون سمومهم على قامة قضائية لم تهن ولم تلن أمام قوى الظلام. أيها المتطاولون الأقزام، أيها الناعقون بالباطل، ألم تعلموا أن للموت حرمة؟ ألم تدركوا أن الغيبة في حق ميت أشد قبحًا وأعظم إثمًا؟

 

لقد كان المستشار شعبان الشامي رمزًا للعدل الصلب، سيفًا مسلولًا على رقاب الإرهابيين الذين أرادوا لمصر الخراب والدمار. وقف بشجاعة نادرة في وجه تهديداتهم ووعيدهم، لم تزده شراسة الباطل إلا إصرارًا وعزيمة. لقد رأى في قسمه أمانة، وفي الحق رسالة، وفي العدل غاية، فصدع بها غير هياب ولا وجل.

 

أيها المغرضون، بدلًا من أن تخفضوا رؤوسكم إجلالًا لقامة رحلت، وتدعوا لها بالرحمة والمغفرة، تنتهزون لحظة الفقد لتشويه صورة بطل وهب حياته للدفاع عن الحق. تذكروا قول الحق تبارك وتعالى:"﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾" [الحجرات: 12]. وإن كانت هذه الآية في حق الأحياء الذين يملكون الرد عليكم، فما بالكم بالأموات الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم؟ إن حسابكم عند الله لعسير أي قلوب تحملونها وأي نفوس تسكن صدوركم حتى تستحلون لحوم الأموات غيبة وقد نهيتم عن ذلك أشد النهي؟

 

إن غيبتكم لن تنال من قدر هذا البطل، ولن تطمس ذكراه العطرة في قلوب الشرفاء لقد ترك بصمات من نور في سجل القضاء المصري، وشهدت ساحات المحاكم على عدله ونزاهته أما أنتم أيها الغائبون الحاضرون بشروركم، فستبقى غيبتكم شاهدًا على دناءة نفوسكم وضآلة أقداركم.

 

إننا اليوم، إذ نودع قامة قضائية باسقة، نؤكد أن ذكراه ستظل نبراسًا يضيء دروب العدل، وأن شجاعته ستلهم الأجيال القادمة من القضاة. أما أنتم أيها الشامتون، فلتخسأوا! لن يزيدكم فعلكم القبيح إلا صغارًا في أعين الناس، وعارًا يلاحقكم في الدنيا والآخرة.

 

رحم الله المستشار شعبان الشامي، وأسكنه فسيح جناته، وجعل قبره روضة من رياض الجنة. ولأهل الحق نقول: تذكروا بطولاته واقتدوا به. ولأهل الغيبة والشر نقول: اتقوا الله في موتاكم وفي أنفسكم، فالحساب عسير، والمصير وخيم، عاشت ذكرى الأبطال، وخابت مساعي الأذناب!

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق