الطريق المسدود.. مستقبل المحادثات النووية بين إيران وأمريكا في ظل التصعيد والضغوط المتبادلة.. وطهران تحذر واشنطن

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حذرت إيران من أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة قد تنهار إذا أصرت واشنطن على ما وصفته طهران بـ"المطالب المفرطة"، وذلك مع تجمع المفاوضين من الجانبين في عمان لإجراء الجولة الرابعة من المناقشات غير المباشرة. 

تأتي هذه المحادثات التي تسهلها السلطات العمانية، وتُعقد خلف الأبواب المغلقة في مسقط، في وقت تتصاعد فيه التصريحات بين العاصمتين، وذلك قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.

تحذيرات طهران

قبل مغادرته إلى مسقط، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران قدمت اقتراحًا يهدف إلى طمأنة المجتمع الدولي بشأن الطبيعة السلمية لأنشطتها النووية، ولكنه حذر من أن المحادثات ستفشل إذا استمرت الولايات المتحدة في الضغط على إيران بما يتجاوز التزاماتها المتعلقة بالأسلحة النووية.

وأضاف عراقجي: "إذا تجاوزت المطالب ضمانات منع الأسلحة النووية، فقد تتعثر المحادثات". وتابع: "نأمل أن يأتي الطرف الآخر بمنطق تفاوضي واضح. يجب أن تبقى المحادثات على الطاولة، وليس في الصحافة". كما اتهم الولايات المتحدة بتبني مواقف متناقضة، قائلاً: "هناك أطراف تدفع نحو الصراع - نحن نفهم هذا، لكنه مشكلتهم. إذا كانت هناك مخاوف، نحن مستعدون لبناء الثقة".

تأتي هذه المناقشات بعد أسابيع من الزيارات الدبلوماسية، وكانت من المقرر أن تُعقد في روما في الثالث من مايو، ولكن تم تأجيلها لأسباب لوجستية.

إيران أكدت أن وفدها يعمل "وفقًا للتوجيهات والإطارات التي أصدرتها هيكلية اتخاذ القرار في البلاد"، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي. 

وأضاف: "الفريق ملتزم بالحفاظ على إنجازات إيران القيمة في الطاقة النووية السلمية، بينما يسعى لإزالة العقوبات الاقتصادية الجائرة".

تصاعد التوترات

تصاعدت التوترات في الأيام الأخيرة عقب تصريحات المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف، الذي قال في مقابلة مع "بريتبارت نيوز" الأسبوع الماضي إن الخط الأحمر لواشنطن هو "عدم تخصيب اليورانيوم"، ما يعني فعليًا الدعوة لتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وإصفهان.

ردت وسائل الإعلام الإيرانية، بما في ذلك الصحف المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، بشدة على تصريحات ويتكوف، حيث وصفتها صحيفة "جافان" بأنها تهديدات قسرية، قائلة: "لم يعد هذا يسمى تفاوضًا، بل عصا".

وقال أحد أعضاء فريق التفاوض الإيراني لشبكة "المنار" اللبنانية إن طهران ستنسحب إذا انحرفت الولايات المتحدة عن الإطارات المتفق عليها مسبقًا.

وتشير مصادر أخرى نقلًا عن صحيفة "بغداد اليوم" العراقية إلى أن المحادثات قد "تفشل قبل أن تبدأ" إذا رفضت واشنطن الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية.

إيران، التي تؤكد باستمرار أن برنامجها النووي سلمي، تقول إنها لن تتخلى عن قدراتها في التخصيب. 

وقال عراقجي قبل مغادرته إلى مسقط: "دماء علماءنا النوويين قد سالت من أجل التخصيب. هذا الحق غير قابل للتفاوض".

لقد تسارعت أنشطة التخصيب في إيران منذ عام 2019، متجاوزة الحدود التي حددها الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي في 2018. 

وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخصيب إيران لليورانيوم إلى مستويات قريبة من درجة الأسلحة، وهو ما تقول طهران إنه قابل للعكس إذا تم رفع العقوبات وتوفير ضمانات موثوقة.

أشار ترامب إلى استعداده لحل دبلوماسي، لكنه حذر أيضًا من إمكانية اتخاذ إجراءات عسكرية إذا فشلت الدبلوماسية.

من المقرر أن يزور ترامب السعودية وقطر والإمارات في الفترة من 13 إلى 16 مايو.

 ويقول المحللون إن نتائج محادثات مسقط قد تؤثر على مسار الدبلوماسية الإقليمية ومستقبل التفاعل بين إيران والولايات المتحدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق