الإمارات للألومنيوم: شريك رئيسي في بنية تحتية مبادرة «اصنع في الإمارات»
في عصر التنمية الاقتصادية السريعة، تبرز الإمارات العربية المتحدة كقوة عالمية في مجال التصنيع والابتكار، وذلك من خلال مبادراتها الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الاستقلال الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الطاقة التقليدية. من بين هذه المبادرات، تأتي مبادرة «اصنع في الإمارات» (Make it in the Emirates) كمحرك رئيسي لجذب الاستثمارات العالمية والمحلية، وتشجيع التصنيع المستدام. وفي هذا السياق، تلعب شركة «الإمارات للألومنيوم» دورًا حاسمًا كشريك أساسي في بنية تحتية هذه المبادرة، حيث تُمثل ركيزةً لقطاع التصنيع والابتكار في البلاد. في هذه المقالة، سنستعرض تاريخ الشركة، دورها في دعم المبادرة، والفوائد الاقتصادية الناتجة عن هذا الشراكة.
تاريخ ودور شركة الإمارات للألومنيوم
أُنشئت شركة الإمارات للألومنيوم (Emirates Aluminum، المعروفة اختصارًا بـ EGA أو EMAL) في عام 1975 كنواة لصناعة الألمنيوم في الإمارات، وهي الآن جزء من الشركة الشقيقة إي جي إيه (Emirates Global Aluminium)، التي تعتبر أكبر منتج للألمنيوم في الشرق الأوسط. تقع المصانع الرئيسية في أبوظبي ودبي، وتتخصص الشركة في إنتاج الألمنيوم عالي الجودة من خلال استخدام تقنيات متطورة ومصادر طاقة مستدامة. منذ إنشائها، ساهمت الشركة في تحقيق التنويع الاقتصادي للإمارات، حيث بلغ إنتاجها أكثر من 2.5 مليون طن سنويًا، مما يجعلها مصدرًا رئيسيًا للمواد الخام في صناعات متعددة مثل البناء، النقل، والطاقة المتجددة.
كجزء من رؤية الإمارات 2030، تحولت الشركة إلى ركيزة للاقتصاد المعرفي، حيث تركز على البحث والتطوير لإنتاج ألمنيوم أخضر يستخدم الطاقة الشمسية والرياح، مما يتناسب مع أهداف الاستدامة البيئية. هذا التطور جعل من الإمارات للألومنيوم شريكًا مثاليًا لمبادرة «اصنع في الإمارات»، التي أطلقتها حكومة الإمارات في عام 2021 لتعزيز التصنيع المحلي وجذب الاستثمارات الدولية.
دور الشركة في بنية تحتية المبادرة
تمثل بنية تحتية مبادرة «اصنع في الإمارات» شبكة من الشركات والمصانع التي تدعم سلسلة الإمدادات والتصنيع المحلي. هنا، يبرز دور شركة الإمارات للألومنيوم كأحد أبرز الشركاء، حيث تقدم دعمًا مباشرًا من خلال توفير المواد الخام عالية الجودة التي تشكل عماد العديد من الصناعات. على سبيل المثال، يُستخدم الألمنيوم المنتج من الشركة في صناعة السيارات الكهربائية، الألواح الشمسية، والمباني الذكية، مما يعزز قدرة الإمارات على المنافسة عالميًا.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم الشركة في بناء القدرات البشرية من خلال برامج تدريبية وشراكات مع الجامعات المحلية، حيث تُقدم فرص عمل لأكثر من 10,000 موظف، مع التركيز على تطوير المهارات التقنية للشباب الإماراتي. هذا الدور يتوافق مع أهداف المبادرة في تحقيق التوطين المهني وتعزيز الابتكار. كما أن الشركة تشارك في مشاريع البحث المشتركة، مثل تطوير مواد ألمنيوم مقاومة للظروف البيئية الخاصة بالمنطقة، والتي تُستخدم في مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل مشروعي «إكسبو 2020 دبي» و«برج خليفة».
في السنوات الأخيرة، ساهمت الشركة في تعزيز سلسلة التوريد العالمية للمبادرة، حيث تعاونت مع شركات عالمية مثل جي إم سي (GMC) وتويوتا لتوفير مواد محلية، مما يقلل من الاعتماد على الواردات ويحقق توفيرًا في التكاليف. هذا التعاون لم يقتصر على المستوى المحلي، بل امتد إلى الشراكات الدولية، مما يعزز موقع الإمارات كمركز تصنيعي عالمي.
الفوائد الاقتصادية والمستدامة
تُعتبر هذه الشراكة بين شركة الإمارات للألومنيوم ومبادرة «اصنع في الإمارات» نموذجًا للتنمية المستدامة. من الناحية الاقتصادية، ساهمت الشركة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي (GDP) بنسبة ملحوظة، حيث يُقدر مساهمتها بحوالي 5% من إجمالي التصدير الصناعي في الإمارات. كما أنها تعزز التنويع الاقتصادي، مما يقلل من الاعتماد على قطاع النفط، ويساهم في تحقيق أهداف رؤية الإمارات 2071 للاقتصاد الأخضر.
على المستوى البيئي، تعمل الشركة على تقليل بصمتها الكربونية من خلال استخدام الطاقة النظيفة، مما يدعم أهداف الإمارات في مكافحة التغير المناخي. وفقًا لتقارير رسمية، ساهمت مشاريع الشركة في تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 30% في السنوات الخمس الأخيرة، مما يعزز من جاذبية الإمارات كوجهة استثمارية مستدامة.
خاتمة: نحو مستقبل أكثر إشراقًا
في الختام، تمثل شركة الإمارات للألومنيوم نموذجًا مشرقًا لكيفية تحول الشركات المحلية إلى محركات اقتصادية عالمية. كشريك أساسي في بنية تحتية مبادرة «اصنع في الإمارات»، تساهم الشركة في بناء اقتصاد قوي ومستدام، يعتمد على الابتكار والكفاءة. مع استمرار النمو، من المحتمل أن تشهد الإمارات مزيدًا من الشراكات مثل هذه، مما يعزز موقعها كمركز صناعي رائد في الشرق الأوسط. في ظل التحديات العالمية، تظل مبادرة «اصنع في الإمارات» وشركاءها مثل الإمارات للألومنيوم دليلاً على قدرتنا على الابتكار والتكيف لتحقيق مستقبل أفضل.
(المصادر: موقع شركة إي جي إيه الرسمي، تقارير حكومة الإمارات، ومنشورات رسمية عن مبادرة Make it in the Emirates).
0 تعليق