فعاليات مدنية تنادي بتكثيف حملات التوعية لتجنب النحر في عيد الأضحى

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شدد فاعلون حقوقيون ومدنيون على أن “اقتراب عيد الأضحى يحتاج إلى تضافر الجهود وتكثيف الحملات التحسيسية لإنجاح هذه المحطة المهمة وضمان تعليق النحر”، مبرزين أن “التوعية ضرورية في هذه الظرفية لتوضيح أهمية الالتزام بالقرار وأبعاده الدينية والوطنية والاجتماعية، وتجنب أي تفسير خاطئ، مع التركيز على أن قرار ولي الأمر يحقق مقاصد الشريعة وأن الوعي الجماعي سيساعد على تجاوز هذه المرحلة بإيجابية”.

مداخل للتوعية

قال خالد التوزاني، رئيس المركز المغربي للاستثمار الثقافي، إنه “في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها المغرب بسبب الجفاف وتداعياته على القطيع الوطني، فإن توجيهات أمير المؤمنين الملك محمد السادس بعدم ذبح الأضاحي هذا العام تأتي في سياق الحفاظ على الموارد الوطنية”، مشددا على أنها “قرارات تستند إلى مقاصد الشريعة الإسلامية، التي تحرص على المصلحة العامة وتجنب الإسراف وتأخذ بعين الاعتبار قاعدة اعتبار المآل”.

وأورد التوزاني، ضمن تصريحه لهسبريس، أنه “يجب تكثيف الحملات التحسيسية؛ ولكن بطريقة واضحة ومقنعة، تُركز على التأكيد على البعد الديني، وبيان أن طاعة ولي الأمر في المعروف واجبة، وأن قرار عدم الذبح ليس منعا للعبادة، بل حفاظا على الثروة الحيوانية وتجنبا للهدر في ظل الأزمة، وفق مقاصد الشريعة الإسلامية”، لافتا إلى “التوعية الاقتصادية والبيئية، من خلال شرح تأثير الجفاف على تربية المواشي، وكيف أن توفيرها الآن يساهم في استدامتها للأعوام المقبلة، أي أن الضرورة قد فرضت هذا القرار”.

وأشار المتحدث إلى الخطاب الاجتماعي، من خلال “تذكير المغاربة بالتضامن في الأزمات، وأن التزام الجميع بقرار أمير المؤمنين يعبر عن عمق التلاحم بين الشعب والملك، ويعزز وحدة المغاربة واتحادهم”، بالإضافة إلى بدائل معنوية؛ كتشجيع الصدقة وإطعام المحتاجين كبديل عن الأضحية، مع ذِكر الأجر المترتب على ذلك”، خالصا إلى أن “نجاح هذه الحملات التحسيسية يحتاج إلى تدخل أطراف عديدة، وإلى تعاون الجميع: الإعلام، العلماء، المؤسسات الحكومية، والمجتمع المدني”.

مرحلة حاسمة

اعتبرت إلهام بلفليحي، الكاتبة العامة للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، أن “الأسابيع المتبقية قبل عيد الأضحى يمكن اعتبارها بمثابة فترة مفصلية تتطلب منا جهدا جماعيا، كل منا وفق نطاق تخصصه”.

وأضافت بلفليحي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الفاعلين العموميين يمكنهم في هذه المرحلة التوعية بأهمية الخطوة، باعتبارها رفعا للحرج عن الفقراء؛ وهي من جهة أخرى خطوة حمائية لضمان استدامة القطيع الوطني واستعادته لعافيته”.

وأشارت الفاعلة الحقوقية والمدنية إلى “الأفكار المتداولة بنوع من الصمت في قلب المجتمع، من قبيل الذبح في الفترة المسائية يوم العيد أو قبل العيد بيوم، إلخ؛ لا بد من توضيح تهافتها من خلال حملة وطنية واضحة يشارك فيها الجميع”.

وشددت المتحدث عينها على “ضرورة استهداف المجتمعات القروية بدورها، بما أن المخزون من الماشية الذي تتوفر عليه هذه المناطق ضروري لخدمة هذا التوجه، الذي أعلنت عنه إهابة أمير المؤمنين للمغاربة بعدم النحر”.

وتابعت بلفليحي: “يجب التحرك بشكل مبكر لصد أي محاولات تضر بالمصلحة العامة”، موضحة أن “الأمر لا يتعلق بالإمكانيات المادية، لأننا أمام امتحان وطني مهم يستدعي الكثير من الصرامة والالتزام”، ومبرزة أن “تنمية الاقتصاد الوطني، انطلاقا من المدخل الفلاحي، تحتاج اليوم إلى ثروة حيوانية قوية ومستدامة لحماية حقوق الأجيال المستقبلية؛ فأي سلوك أناني في الوقت الحالي معناه الإجهاز على هذا الحق، فالتوعية والتحسيس يمكنهما إيصال الرسالة، دونما حاجة إلى أي منع”.

أخبار ذات صلة

0 تعليق