قرن من الخديعة العظمى

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 من كان يتخيل أن حزب العمال الكردستاني يحل نفسه بنفسه، وبرضا وفتوى من زعيمه عبدالله أوجلان؟ فهل انتهت مظلومية الأكراد عند تركيا؟ أم أن الراعي الرسمي الأمريكي أمر فأطاعوه؟ 

 بالطبع لم تتحقق كل المطالب الكردية بعد؛ لكن أصدقاء أمريكا لم يعد بوسعهم التعاون معها وهى ترعى تنظيمات خارجة عن القانون، ومناوئة للسلم المجتمعي داخل هذه البلدان، فكان ما رأيتم في تركيا ثم قريبًا في سوريا، وكذا علينا السير في ركاب العالم الذي يعلن الآن حربًا لا هوداة فيها على التنظيمات التي لا تؤمن بفكرة "الوطن".. التنظيمات والجماعات التي تغير قبلتها مع تغييرها لداعمها. التنظيمات والجماعات التي تصور مجموعة من السذج أنها يمكن أن تحقق انتصارًا لقضية وطنية أو أممية!

 للأسف كثير من العامة تستهويهم شعارات هذه التنظيمات لمجرد أنهم على خلاف مع السلطة، والتي لن يتفقوا معها أبدًا ولو قادها الفاروق أو ملك من السماء، لأنها ببساطة طبائع الأمور، وهكذا تجري دومًا.

فكل من تولى سلطة تنفيذية في أي مكان بالعالم ستجد له كارهيه، وكل قرار سيتخذه سيكون له معارضوه.

خلاصة قولي، لا بد من بناء الوعي والتسليم أن قرنًا من صناعة المليشيات والجماعات والتنظيمات في منطقة الشرق الأوسط تحت شعارات التحرر المختلفة لم تكن غير خديعة عظمى عشناها بكل تفاصيلها ولم نزل للأسف، مع أنها لم تقدم شيئًا لأي قضية وطنية أو حتى إسلامية؛ بقدر ما كانت عبئًا على عاتق أمتنا عنونتها عربية أو إسلامية، سواء في ذلك الشعوب والقيادات.

والحل في تقديري أن يعرف كل مواطن دوره، ويؤديه بمنتهى الجد والاجتهاد والإتقان تاركين شهوة الظهور، والرغبة الجامحة في إعطاء الفتوى في كل قرار وأي قضية عامة كانت أو خاصة، محلية كانت أو دولية، وليس ذلك بالضرورة لأنك لا تعرف؛ لكن لأن لديك عملك وعندك مهمتك التي تحتاج كل دقيقه ستضيعها في حوار لا طائل منه، وأنا هنا ببساطة أدعو إلى احترام التخصص، وليقم كل منا بدوره المنوط به، مدركين أن الله لن يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق