أطلقت وزارة الشباب والرياضة، اليوم الإثنين، من خلال الإدارة العامة للتعليم المدني وتأهيل القيادات الشبابية، برنامج "مواجهة الإلحاد الإلكتروني"، بالتعاون مع مشيخة الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، تحت شعار "شباب ضد الإلحاد"، وذلك بمركز الابتكار الشبابي والتعلم بجزيرة الزمالك.
استعدادات ميدانية لتوسيع نطاق البرنامج
جاء تدشين البرنامج تمهيدًا لانطلاقه في عدد من المحافظات، مع عقد لقاءات تعريفية لتوضيح أهداف البرنامج لمسؤولي مديريات الشباب والرياضة، المكلّفين بتنفيذه في المحافظات المستهدفة وهي: القاهرة، الجيزة، القليوبية، المنيا، قنا، الإسكندرية، السويس، ضمن المرحلة الأولى من التنفيذ خلال العام الجاري.
أهداف البرنامج
يسعى البرنامج إلى التصدي لظاهرة الإلحاد الإلكتروني بمختلف أشكاله، وإزالة المفاهيم المغلوطة لدى الشباب المصري، وتعزيز المناعة الفكرية لدى الفئات العمرية المستهدفة، بالإضافة إلى نشر الوعي المجتمعي حول مخاطر الإلحاد، وبناء جسور تواصل بين مؤسسات الدولة والشباب لمواجهة الفكر المتطرف.
حضور رسمي وديني موسع
شهدت الفعالية حضور عدد من القيادات والممثلين عن الجهات المشاركة، أبرزهم، إيمان عبدالجابر، رئيس الإدارة المركزية للتعليم المدني، والدكتور محمد غنيم، مدير عام إدارة التعليم المدني وتأهيل القيادات الشبابية، والدكتور إسلام أبو ضيف، مشرف الفتاوى النصية وعضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والقمص بوليس حليم، مدير التدريب بالمركز الإعلامي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
الدكتور إسلام أبو ضيف: ضرورة الفهم العميق لخلفيات المتشكك
أوضح الدكتور إسلام أبو ضيف، أن الإلحاد ليس ظاهرة جديدة، لكن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشاره بشكل كبير، مشيراً إلى أن أسبابه متعددة، منها: الظروف الأسرية، النفسية، المعرفية، الاجتماعية والشخصية.
وأكد ضرورة معرفة شخصية الملحد أو المتشكك لفهم دوافعه، والتعامل معه من خلال الحوار القائم على العلم والمعرفة الدينية والاجتماعية، محذرًا من خطورة المعلومات المغلوطة المنتشرة إلكترونيًا، داعيًا إلى تحصين الشباب بالعلم والدين وتعزيز دور الأسر في دعم الأبناء والاستماع إليهم وتوجيههم.
القمص بوليس حليم: الإلحاد الإلكتروني منظم ومدعوم
وشدد القمص بوليس حليم على أن الإلحاد الإلكتروني ظاهرة منظمة ومدعومة من منصات إلكترونية ممولة، تستهدف عقول الشباب وثوابتهم الدينية، محذرًا من التأثير السلبي لما سماه بـ"الإدمان الإلكتروني" الذي يتفوق في خطورته أحيانًا على الإدمان المادي.
وأكد أهمية تبني المحتوى العلمي والديني الهادف، وتدريب الكوادر الشبابية القادرة على نقل فكر البرنامج إلى القرى والنجوع، ودعا إلى تفعيل دور الإعلام في التصدي للأفكار الهدامة وتوضيح مخاطر الفكر الإلحادي.
إيمان عبدالجابر: الأسرة شريك رئيسي في المواجهة
أكدت الأستاذة إيمان عبدالجابر، أن دور الأسرة لا يقل أهمية عن دور المؤسسات، مشيرة إلى أن السلطة الأبوية الزائدة أو الانتكاسات العاطفية المبكرة قد تترك أثراً سلبياً على الأطفال وتُضعف القيم المجتمعية لديهم.
وشددت على أهمية تكامل جهود مؤسسات الدولة لمواجهة هذه الظواهر، من خلال حملات توعية تنفذها الوزارة بالشراكة مع الأزهر الشريف، الكنيسة المصرية، ومؤسسات المجتمع المدني، بما يضمن تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب.
البرنامج ضمن سياسة الدولة لفتح الحوار
ويأتي البرنامج في سياق سياسة وزارة الشباب والرياضة الرامية إلى فتح قنوات حوار مع الشباب، خصوصاً في ظل التغيرات والمتغيرات الفكرية التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة، والتي أدت إلى انتشار الفكر اللاديني عبر وسائل التواصل وبعض وسائل الإعلام.








0 تعليق