رغم تعدد المبادرات الدولية والمساعي الحثيثة لوقف الحرب الدامية في قطاع غزة، إلا أن تعنت إسرائيل في التعاطي مع الجهود السياسية والإنسانية يجهض فرص التهدئة، ويعمّق المأساة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار والقصف.
فقد وصفت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحرب بـ"الوحشية"، معربًا عن أمله أن تكون عملية الإفراج عن الجندي الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر بداية لإنهاء النزاع، إلا أن إسرائيل قابلت ذلك بتصعيد ميداني ورفض مستمر للمقترحات المقدمة من الوسطاء، لا سيما مصر وقطر.
انفصالًا واضحًا وتعنت
وفيما أعلنت "حماس" استعدادها للدخول في مفاوضات جدية للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تؤكد تل أبيب أنها لم تُبلّغ مسبقًا بإطلاق سراح الأسير، مما يعكس انفصالًا واضحًا بين العمل الميداني والتفاهمات السياسية.
وفي الوقت الذي تعهدت فيه واشنطن بتفعيل آلية لإيصال المساعدات، لوّحت إسرائيل بتوسيع عملياتها العسكرية، مما يضاعف من معاناة المدنيين المحاصرين، الذين لم تصلهم مساعدات إنسانية منذ أكثر من شهرين.
الضغط على إسرائيل
أما الموقف الفلسطيني الرسمي، فقد أكد من خلال تصريحات نائب رئيس السلطة، حسين الشيخ، أن الولايات المتحدة تظل الطرف الوحيد القادر على الضغط على إسرائيل لوقف الحرب.
ودعا إلى إدماج حركة حماس ضمن النظام السياسي الفلسطيني باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الشعب، مشددًا على ضرورة الحوار لا القتال لبناء الدولة الفلسطينية.
أوروبا تتخذ موقفًا أكثر حزمًا
من جهتها، أبدت أوروبا موقفًا أكثر حزمًا في مواجهة السلوك الإسرائيلي، حيث تصاعدت الإدانات الأوروبية للعمليات العسكرية والتجاوزات الإنسانية في غزة.
وأعرب وزراء خارجية ست دول أوروبية عن رفضهم القاطع لتوسيع الحرب، محذرين من خطر تقويض فرص السلام وحل الدولتين.
كما طالبوا برفع الحصار فورًا، وتسهيل إيصال المساعدات دون تمييز. وتلوح بروكسل بإعادة النظر في اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، معتبرة أن الانتهاكات الحالية تمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي.
وفي ظل هذا الانسداد السياسي والتدهور الإنساني، يبقى التعنت الإسرائيلي العائق الأكبر أمام وقف إطلاق النار، ويهدد بنسف كل المبادرات الدولية الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في غزة.
0 تعليق