استقبلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الدكتور أكينومي أديسينا، رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، خلال زيارته الرسمية إلى مصر، في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين ودعم جهود التنمية المستدامة والتكامل الإقليمي في القارة الأفريقية.

حضر اللقاء عدد من مسؤولي البنك، من بينهم السفير جلال الطرابلسي، المبعوث الخاص لرئيس البنك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج، ومحمد العزيزي، المدير العام الإقليمي لشمال أفريقيا، وعبد الرحمن دياو، المدير القطري للبنك في مصر.

وأكدت المشاط عمق العلاقات بين مصر والبنك الأفريقي للتنمية، مشيرة إلى تقدير الدولة للدور الذي يلعبه البنك في دعم الاقتصاد المصري وتعزيز التعاون الإقليمي، وهو ما تجلّى في استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس البنك، حيث ثمّن الرئيس جهود البنك في دعم التكامل الاقتصادي وتعزيز التنافسية في أفريقيا.

وقدّمت الوزيرة الشكر لأديسينا على دعمه المتواصل لمصر طوال السنوات العشر الماضية، وعلى مساهمته في استضافة مصر للاجتماعات السنوية للبنك في 2023، متمنية له التوفيق في المرحلة المقبلة عقب انتهاء فترة رئاسته.

وأوضحت المشاط أن مصر تنظر إلى علاقتها بالبنك باعتبارها ركيزة أساسية لتمكين القطاع الخاص، مشددة على تطلع الحكومة إلى مزيد من أدوات التمويل والدعم لتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية، لا سيما في مشروعات التنمية المستدامة.

كما أشادت الوزيرة بالشراكة الناجحة مع البنك في محور المياه ضمن برنامج «نُوفّي»، والذي شهد جهودًا بارزة لحشد التمويل من البنك وشركائه، إلى جانب التعاون في مشروعات تحلية المياه بالطاقة المتجددة. وأشارت إلى مساهمة البنك في توفير ضمانة بقيمة 345 مليون دولار في 2023، والتي مكّنت مصر من إصدار أول سندات باندا مستدامة في أفريقيا بقيمة 3.5 مليار يوان صيني (ما يعادل 478 مليون دولار)، ما ساهم في تنويع مصادر التمويل.

وأبرزت المشاط دور الوزارة بعد دمج التخطيط مع التعاون الدولي في صياغة «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية»، ودورها في تنشيط بيئة الأعمال، مثمنة دعم البنك المتواصل لقطاع ريادة الأعمال في مصر، وكذلك تعاونه في تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية.

من جانبه، أعرب الدكتور أكينومي أديسينا عن سعادته بزيارة مصر ولقائه الرئيس السيسي، معربًا عن إعجابه بالتقدم الكبير الذي حققته الدولة، خاصة ما شهده في العاصمة الإدارية الجديدة التي وصفها بأنها نموذج عالمي للبنية التحتية.

وأكد أديسينا فخره بالشراكة القوية مع مصر، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الجانبين بدأت منذ عام 1974 وتطورت بصورة ملحوظة، منوهًا بتمويل البنك لمشروعات استراتيجية في قطاعات الطاقة والمياه، على غرار مجمع "بنبان" للطاقة الشمسية ومشروعات طاقة الرياح، وتحلية المياه.

وفي ختام اللقاء، وقّع الجانبان اتفاقًا لتمويل المرحلة الرابعة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي بأبو رواش، والتي تهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمحطة من 1.6 إلى 2.0 مليون متر مكعب يوميًا، بما يخدم سكان محافظة الجيزة (نحو 8.6 مليون نسمة)، إضافة إلى نحو مليوني شخص آخرين، مما يسهم في تحسين البنية التحتية الصحية، وتعزيز جودة البيئة، وتوفير فرص جديدة للزراعة والعمل.

يذكر أن مجموعة البنك الأفريقي للتنمية بدأت نشاطها في مصر منذ عام 1974، وبلغت محفظة التعاون السيادي حتى الآن نحو 7.79 مليار دولار عبر 128 مشروعًا، بينما تجاوزت محفظة التعاون غير السيادي 1.1 مليار دولار عبر 14 مشروعًا في القطاع الخاص.