بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025، جولته الرسمية في دول الخليج من المملكة العربية السعودية، في زيارة تمتد حتى 16 مايو وتشمل قطر والإمارات.

وتتزامن الزيارة مع توقعات بتوقيع صفقات اقتصادية ضخمة تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات، إلى جانب إعلان قطر عن تقديم طائرة بوينج 747-8 فاخرة بقيمة 400 مليون دولار كهدية للولايات المتحدة، مما أثار جدلاً واسعاً.

ويستعرض هذا التقرير، من بانكير، تفاصيل زيارة دونالد ترامب إلى الخليج ومكاسبها الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية.

السعودية: 600 مليار دولار مع طموح للتريليون

استهل ترامب جولته في الرياض، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية، في يناير 2025، عزمها استثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي خلال السنوات الأربع المقبلة، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.

جاء هذا الإعلان بعد تصريحات ترامب في منتدى دافوس الاقتصادي، حيث طالب باستثمارات سعودية تصل إلى تريليون دولار.

ويرافق ترامب وفد اقتصادي رفيع المستوى يضم لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، وجين فريزر، الرئيسة التنفيذية لـ"سيتي جروب"، إلى جانب قادة شركات تكنولوجية، وفقاً لتقرير "بلومبرج".

وتشمل الاستثمارات المرتقبة صفقات في قطاعات الدفاع، الطاقة، والبنية التحتية، مع تركيز على تعزيز التكامل الاقتصادي، ومن المتوقع أن تستضيف الرياض منتدى استثمارياً كبيراً بحضور شخصيات مثل إيلون ماسك وسام ألتمان، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه الزيارة.

الإمارات: 1.4 تريليون دولار على مدى عقد

ومن المقرر أن تكون الإمارات المحطة الثانية في جولة ترامب، وفي مارس 2025، أعلن البيت الأبيض عن التزام أبوظبي باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى عشر سنوات، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي، أشباه الموصلات، الطاقة، والتصنيع.

ويشمل هذا الإطار استثمار 100 مليار دولار في مشروع "ستار جيت" التابع لترامب، كما كشفت مؤسسة ترامب عن مشروع فندق وبرج ترامب الدولي في دبي بقيمة مليار دولار، بالتعاون مع شركة "دار جلوبال" الإماراتية.

وتعكس هذه الخطوات استراتيجية الإمارات لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع واشنطن، مستفيدة من موقعها كمركز مالي عالمي.

قطر: طائرة فاخرة تثير الجدل

وستختتم الجولة في قطر، حيث أثارت الأنباء عن عزم الدوحة تقديم طائرة بوينج 747-8 بقيمة 400 مليون دولار كـ"هدية" للولايات المتحدة جدلاً واسعاً.

ووفقاً لشبكة ABC News، ستستخدم الطائرة، المعروفة بـ"القصر الطائر"، كبديل مؤقت لـ"إير فورس وان" حتى نهاية ولاية ترامب الثانية، على أن تنقل لاحقاً إلى مكتبة ترامب الرئاسية، وقد أثار هذا العرض تساؤلات حول الشفافية والامتثال للقوانين الأمريكية، خاصة مع تأخر برنامج بوينج لتجديد الأسطول الرئاسي حتى 2027.

وفي منشور على "تروث سوشيال"، دافع ترامب عن الصفقة، مشيراً إلى أنها "هدية مجانية" لوزارة الدفاع، ولكن الديمقراطيين بمن فيهم الخبيرة القانونية كاثلين كلارك، اعتبروا أن الهدية قد تنتهك قوانين الهدايا الحكومية.

وإلى جانب ذلك، أعلنت قطر عن استثمارات عقارية تشمل نادي ترامب الدولي للجولف بقيمة ملياري دولار، وصفقة محتملة بقيمة 30 مليار دولار مع بوينج لشراء 100 طائرة للخطوط الجوية القطرية.

السياق السياسي والاقتصادي

وتأتي زيارة ترامب وسط تصاعد التوترات الإقليمية ومساعي واشنطن لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، في حين تشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة قد تخفف قيود تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي إلى دول الخليج، وهي خطوة أثارت استياءً خلال إدارة بايدن.

كما يتوقع أن يناقش ترامب توسيع "اتفاقيات إبراهام" لتشمل السعودية، رغم إصرار الرياض على ربط ذلك بتقدم في القضية الفلسطينية.

وتعد زيارة ترامب، التي بدأت اليوم من السعودية، محطة استراتيجية لتعزيز الشراكة الاقتصادية والسياسية مع دول الخليج، ومع استثمارات بقيمة 600 مليار دولار من السعودية، 1.4 تريليون دولار من الإمارات، وهدية قطرية فاخرة، ستترك الزيارة بصمة اقتصادية كبيرة.