وسط أمواج من التفاؤل التجاري والارتياح المؤقت في الأسواق العالمية، بدأت أسعار النفط رحلة تراجع هادئة بعدما لامست أعلى قممها خلال الأسبوعين الماضيين. 

طبقا لـ تحيا مصر ، الاتفاق الأمريكي الصيني الأخير كان بمثابة نسمة هواء ناعم في صراع تجاري محتدم، لكنه لم يدم طويلاً حتى انعكس جزئياً على سوق الطاقة.

الاتفاق الأمريكي الصيني الأخير

في جلسة تداول هادئة صباح الثلاثاء، سجلت أسعار النفط تراجعاً طفيفاً بعدما أنهت تعاملات الأمس على ارتفاع قوي مدفوعة بموجة تفاؤل عالمي، جاءت بعد الإعلان عن اتفاق بين الولايات المتحدة والصين يقضي بخفض مؤقت للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً. 

هذا التطور أثار آمال الأسواق بإنهاء محتمل للحرب التجارية الممتدة بين أكبر اقتصادين في العالم، ما دفع المؤشرات الأميركية للارتفاع إلى جانب صعود ملحوظ في أسعار الخام.

خفض مؤقت للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً

لكن ومع بدء تداولات اليوم، فقد خام برنت نحو 15 سنتاً أو ما يعادل 0.2% من قيمته، ليهبط إلى 64.81 دولاراً للبرميل، فيما خسر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي نحو 12 سنتاً أو 0.1% ليصل إلى 61.83 دولاراً للبرميل، في تراجع محدود بعد مكاسب يوم الاثنين التي وصلت إلى 1.5%، وهي أعلى نسبة إغلاق منذ أواخر أبريل.

هذا التحرك في الأسعار جاء بعد فترة من التقلّب شهدت خلالها السوق انخفاضاً حاداً خلال الشهر الماضي، حين هوى النفط إلى أدنى مستوياته في أربع سنوات، متأثراً بمخاوف واسعة من أن تؤدي النزاعات التجارية بين واشنطن وبكين إلى إبطاء نمو الاقتصاد العالمي، وبالتالي تراجع الطلب على الطاقة.

ومما زاد من الضغوط على أسعار النفط، إعلان منظمة البلدان المصدّرة للبترول "أوبك" عن رفع مستوى إنتاجها بوتيرة فاقت التوقعات، ما عزّز من المعروض العالمي وفرض نوعاً من التوازن العكسي أمام أي مكاسب محتملة.

تراجع الطلب على الطاقة

ويأتي هذا التراجع رغم الأجواء الإيجابية النسبية التي خلّفها الاتفاق التجاري، حيث يرى المحللون أن الأسواق ما زالت في مرحلة ترقب لتطورات أكثر وضوحاً، خاصة وأن الاتفاق يبقى مؤقتاً وقابلاً للتبدّل في أية لحظة.

بين شد وجذب، وتفاؤل حذر، تواصل أسعار النفط حركتها المرهفة كالبوصلة في بحر متقلب، ترصد أي بادرة استقرار أو صدمة اقتصادية جديدة.