قال ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن الجولة الخليجية التي بدأها اليوم الثلاثاء الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، استهلها بزيارة المملكة العربية السعودية، حيث عقد اجتماعًا مشتركًا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية المهمة.

 وأكد الشهابي أن هذه الزيارة ليست مجرد خطوة بروتوكولية، بل تمثل تحركًا استراتيجيًا أمريكيًا لإعادة تشكيل موازين القوى والنفوذ في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

وأكد الشهابي أن جدول أعمال زيارة ترامب يشمل ملفات ثنائية ذات طابع اقتصادي وأمني، في مقدمتها النفط والطاقة، والعلاقات التجارية، وصفقات الاستثمار، وصفقات التسليح المحتملة، بالإضافة إلى إمكانية تطوير التعاون في مجالات حساسة مثل صادرات أشباه الموصلات المتقدمة والبرامج النووية المدنية، وهو ما يشير إلى رغبة أمريكية في تعزيز الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية في المنطقة.

وأشار رئيس حزب الجيل الديمقراطي إلى أن زيارة ترامب إلى الخليج تشمل أيضًا قضايا دولية وإقليمية شديدة التعقيد، أبرزها ملف وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، والتطورات في القضية الفلسطينية، ومفاوضات السلام الروسية الأوكرانية، وملف البرنامج النووي الإيراني. كما يتوقع أن يتم التطرق إلى العقوبات المفروضة على سوريا، وتحركات جماعة الحوثي في اليمن، وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهي ملفات تُظهر حجم التداخل بين أجندة المصالح الأمريكية وأمن الإقليم العربي.

وأضاف الشهابي أن ترامب، المعروف بسياساته المبنية على المعاملات والصفقات، يسعى إلى تحقيق مكاسب مالية كبرى من خلال هذه الجولة، لا سيما عبر إبرام صفقات بمليارات الدولارات في مجالات الدفاع والطاقة، بهدف إنعاش الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من ضغوط داخلية، مؤكدًا أن المنطقة بالنسبة له تمثل "فرصة اقتصادية واستراتيجية مفتوحة".

وقال الشهابي إن هذه التحركات لا يجب أن تمر دون موقف عربي موحد، ولا يصح أن تكون مصر خارج معادلة النقاش والتفاوض حول مستقبل المنطقة، مؤكدًا أن أي ترتيبات سياسية أو أمنية أو اقتصادية تخص المنطقة يجب أن تكون مصر طرفًا أصيلًا فيها، باعتبارها الدولة القائدة والمركزية.

وشدد رئيس حزب الجيل على أن مصر، بموقعها الجغرافي ومكانتها التاريخية وقدرتها على التأثير، هي حجر الزاوية في أي مشروع عربي لحماية الأمن والاستقرار، داعيًا إلى تعزيز الدور المصري في توجيه البوصلة العربية نحو الاستقلالية والسيادة وصيانة القرار الوطني.

واختتم الشهابي تصريحه بالتأكيد على ضرورة التحرك العربي خلف رؤية تقودها مصر، تضمن الندية في العلاقات مع القوى الكبرى، والتوازن في المصالح، والحفاظ على الهُوية العربية في مواجهة مشاريع التبعية أو التفتيت.

وأكد ناجى الشهابي أن هذا التصريح يأتي في إطار المواقف الثابتة لحزب الجيل الديمقراطي، الداعية إلى الحفاظ على الأمن القومي العربي، وتعزيز الدور المصري في قيادة النظام الإقليمي العربي بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.