وساطة أمريكية بين الهند وباكستان.. تجنب حرب نووية بالتوصل لوقف إطلاق النار هش

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في وقت مبكر من صباح الأربعاء، أُطلقت صواريخ هندية على أهم القواعد العسكرية في باكستان، في خطوة كانت تمثل تصعيدًا خطيرًا للصراع القائم بين البلدين النوويين. 

هذه الضربة كانت ردًا على هجوم مسلح في كشمير الهندية في أبريل، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا. 

وتوجهت الأزمة سريعًا نحو التصعيد، حيث تم استدعاء الوساطة الأمريكية لضمان عدم انفجار الوضع إلى حرب نووية.

المفاوضات الأمريكية بين الهند و باكستان .. أوقات حاسمة

في الساعة الرابعة صباحًا بتوقيت إسلام آباد، تلقى الجنرال أسيم مونير، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الباكستاني، أول مكالمة من ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الأمن القومي الأمريكي المعين حديثًا. 

وكانت هذه البداية لجولة من المفاوضات التي استمرت لمدة ثماني ساعات، بوساطة الولايات المتحدة، وأسفرت في النهاية عن التوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان.

رفض أمريكي أولًا.. ثم تدخل حاسم

في بداية التصعيد، كانت الإدارة الأمريكية تتبنى سياسة متحفظة، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "الهند لها الحق في الدفاع عن نفسها" في أعقاب الهجوم على كشمير. وفي يوم الأربعاء، وصف ترامب التصعيد بين الهند وباكستان بأنه "ليس من شأننا". 

لكن مع استمرار تصاعد التوترات، أدركت الإدارة الأمريكية أن إهمال النزاع بين قوتين نوويتين قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على الأمن العالمي.

بحلول ليلة الجمعة، أصبح من الواضح أن التوترات قد تتصاعد إلى مستوى يهدد بالانزلاق نحو حرب نووية، ومع تصاعد الهجمات، كانت الولايات المتحدة تدرك أن التدخل كان أمرًا ضروريًا.

الضغوط الدولية والمفاوضات

على الرغم من رد الفعل الأولي الحذر من واشنطن، أصبح واضحًا في وقت لاحق من الأسبوع أن التوترات بين الهند وباكستان كانت تقترب من نقطة اللاعودة. 

في صباح يوم السبت، أطلقت الهند ضربات على ثلاث قواعد جوية باكستانية رئيسية، بما في ذلك قاعدة نور خان في راولبندي. 

وفي تلك اللحظة، كان الجيش الباكستاني في حالة تأهب قصوى، مما أثار القلق بشأن إمكانية اندلاع صراع نووي.

كان التدخل الأمريكي حاسمًا في هذه اللحظة، وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الذي تولى المهمة، أجرى مكالمات متواصلة مع الجنرال مونير ووزير الأمن الوطني الباكستاني أسيم مالك، وكذلك مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الرسالة التي نقلها روبيو كانت بسيطة: "يجب أن يتوقف هذا الصراع الآن".

بالإضافة إلى الوساطة الأمريكية، تدخلت دول أخرى مثل السعودية وإيران والإمارات المتحدة، بينما مارست المملكة المتحدة ضغوطًا عبر قنوات دبلوماسية خلفية.

إعلان اتفاق وقف إطلاق النار

بحلول الساعة 2:30 مساءً يوم السبت، تحدث رؤساء العمليات العسكرية في الهند وباكستان لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات، حيث اتفقا على بدء وقف إطلاق النار في الساعة 4 مساءً. ومع ذلك، تم تأجيل هذا الاتفاق بعد تقارير عن اشتباكات عبر الحدود في كشمير.

تضمنت اتفاقية وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى إنهاء الأعمال العدائية، التزامًا بإجراء محادثات مستقبلة لوقف التصعيد، ربما في إحدى الدول الخليجية مثل الإمارات العربية المتحدة.

مستقبل المفاوضات.. تحديات مستمرة

بينما أعلنت باكستان عن تدخل الولايات المتحدة في المفاوضات، مشيرة إلى شكرها للرئيس ترامب على دوره في إحلال السلام، حافظت الهند على موقفها بعدم الاعتراف بأي دور أمريكي في التوصل إلى وقف إطلاق النار. الهند صرحت أن باكستان هي من طلبت وقف إطلاق النار.

وفيما يتعلق بمسألة كشمير، لا يزال من غير المرجح أن يتم تناولها في المحادثات المستقبلية في المرحلة الأولى. 

ووفقًا لأنوار الحق كاكار، رئيس وزراء باكستان السابق، فإن المفاوضات الأولية ستتركز على ضمان استمرار وقف إطلاق النار، وكذلك التطرق إلى تعليق باكستان اتفاقية نهر إندوس التي تنظم تدفق المياه الحيوية من الهند إلى باكستان.

التحديات الكبرى.. الأزمة النووية وكشمير

مع استمرار النزاع حول كشمير، الذي يعود إلى تقسيم الهند في عام 1947، يبقى موضوعه من أكثر القضايا الحساسة بين الهند وباكستان.

فقد خاضت الدولتان ثلاث حروب على هذه المنطقة، وهي واحدة من أكثر المناطق العسكرية كثافة في العالم. 

وبينما ترفض الهند أي وساطة ثالثة في قضية كشمير، كانت الولايات المتحدة على استعداد للتدخل هذه المرة نظرًا للمخاوف المتعلقة بالتهديد النووي.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق