الثلاثاء 13 مايو 2025 | 07:40 مساءً
أعلنت شركة نيسان موتور اليابانية عن خطة لإغلاق سبعة مصانع حول العالم وتسريح 20 ألف موظف، في محاولة للتعافي من خسائرها الأكبر منذ نحو 25 عاماً، بلغت 670.9 مليار ين ياباني (نحو 4.5 مليار دولار) للسنة المالية المنتهية في مارس الماضي.
وفي خطوة غير معتادة، امتنعت الشركة عن تقديم توقعات للأرباح التشغيلية للسنة المالية المقبلة، في ظل ضبابية تحيط بمستقبلها المالي.
الرئيس التنفيذي الجديد يدفع بخطة إنقاذ شاملة
أوضح الرئيس التنفيذي الجديد إيفان إسبينوزا، في أول مؤتمر صحفي له منذ تعيينه في أبريل، أن على نيسان أن تتحرك بشكل أسرع وأكثر حسماً من أي وقت مضى، قائلاً: "الواقع واضح، يجب أن نعطي الأولوية للتحسين الذاتي بجدية أكبر".
تهدف الخطة الجديدة إلى خفض الطاقة الإنتاجية من 3.5 مليون سيارة إلى 2.5 مليون بحلول 2027، دون تحديد المواقع التي ستُغلق فيها المصانع.
تقليص الوظائف وإجراءات تقشف لخفض التكاليف
أوضحت نيسان أن تقليص الوظائف سيشمل 9 آلاف وظيفة كانت ضمن خطة سابقة أعلنتها في نوفمبر الماضي، فيما تهدف الإجراءات مجتمعة إلى خفض التكاليف بما يعادل 500 مليار ين ياباني.
ويُنظر إلى هذه الخطوات كجزء من مسعى لتقليل الاعتماد على طرازات قديمة وفاقدة للجاذبية في الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة والصين.
نيسان تفشل في جذب المستهلكين بعد انهيار صفقة هوندا
تعاني نيسان من ضعف تنافسية تشكيلتها من السيارات، وخاصة في ظل إخفاق صفقة الاندماج التي كانت قيد البحث مع شركة هوندا موتور، وأدى هذا الفشل إلى إعادة هيكلة الإدارة التنفيذية بشكل واسع.
وحول مستقبل الشراكات، أشار إسبينوزا إلى أن هوندا لا تزال "من ضمن المرشحات" للتعاون أو الاندماج، لكنه لم يقدم جدولاً زمنياً محدداً لذلك.
إسبينوزا يتبنى نهجاً أكثر حزماً من سلفه
خلافاً للرئيس التنفيذي السابق ماكوتو أوتشيدا، الذي تجنب اتخاذ خطوات صارمة كإغلاق المصانع، يباشر إسبينوزا سياسة إعادة هيكلة أكثر جرأة، مستغلاً اللحظة لتعزيز استقلالية الشركة وموقعها في السوق.
وقد بدأت الشركة بإلغاء خطط بناء مصنع بطاريات في مدينة فوكوكا اليابانية، في إشارة إلى التركيز الكامل على خطة التعافي.
البحث عن شريك مالي جديد وسط أزمة سيولة
تواجه نيسان تحديات كبيرة في جذب شركاء ماليين واستراتيجيين. برزت شركة هون هاي بريسيجن إندستري (المعروفة بـ"فوكسكون") كمنافس محتمل بعد فشل صفقة هوندا، في ظل سعيها لتجميع مركبات كهربائية لصالح شركات يابانية.
وقّعت فوكسكون اتفاقاً مؤخراً مع شركة ميتسوبيشي موتورز، وهو ما قد يمهّد لتعاون مستقبلي مع نيسان أيضاً.
الرسوم الجمركية الأميركية تهدد جهود نيسان للإنعاش
حذّرت نيسان من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على السيارات وقطع الغيار، والتي قد تُكلفها خسارة تشغيلية قدرها 200 مليار ين في الربع الأول وحده.
تشكل الصادرات من المكسيك واليابان نحو 45% من مبيعات نيسان في السوق الأميركية، ما يجعلها أكثر عرضة لتقلبات السياسة التجارية الأميركية، خاصة في ظل توجهات إدارة الرئيس دونالد ترمب.
قطاع السيارات العالمي يعاني من تداعيات السياسات الحمائية
تأثرت كبرى شركات السيارات العالمية بالرسوم الجمركية الأميركية، حيث خفّضت شركات مثل جنرال موتورز وفورد وتويوتا توقعاتها للأرباح، وأعلنت عن خسائر محتملة بالمليارات.
وقالت تويوتا إنها تتوقع تأثيراً سلبياً بـ180 مليار ين خلال شهرين فقط، بينما امتنعت مازدا عن إصدار أي توقعات مستقبلية بسبب حالة عدم الاستقرار.
خسائر نيسان تضغط على رينو
أعلنت شركة رينو، المالكة لحصة تقارب 36% من نيسان، أنها تتوقع خسارة 2.2 مليار يورو في دخلها الصافي للربع الأول، نتيجة ضعف أداء نيسان.
وتسعى نيسان لتعزيز شراكاتها مع رينو في أوروبا، الهند، وأميركا اللاتينية، إلى جانب التعاون مع ميتسوبيشي في تطوير الشاحنات وبطاريات السيارات الكهربائية، بينما تبقى السوق الأميركية مرشحة لشراكة محتملة مع هوندا.
ارتفاع محدود في أسهم نيسان رغم النتائج الكارثية
أنهت أسهم "نيسان" تداولات الثلاثاء بارتفاع بنسبة 3%، إلا أن هذا الارتفاع لم يكن كافياً لتعويض خسائر العام، التي بلغت 26% حتى الآن، في وقت يستمر فيه الضغط على الشركة لإثبات قدرتها على النهوض من كبوتها التاريخية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق