أوابك تكشف سبب انخفاض أسعار النفط

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، أوابك، أسباب تبايُن أسعار النفط الخام خلال الربع الأول من العام الجاري (يناير/كانون الثاني - مارس/آذار 2025).

وأوضحت في أحدث تقاريرها الدورية عن سوق النفط -التي حصلت عليها منصة الطاقة (الصادرة من واشنطن)- أن الأسعار الفورية للنفط الخام تباينت في اتجاهاتها خلال الربع الأول من عام 2025، حيث شهدت انتعاشًا ملحوظًا في شهر يناير/كانون الثاني، بدعم رئيس من حالة عدم اليقين بشأن إمدادات النفط على المدى القصير، بسبب سياسات التجارة الأميركية التي قد تُعطِّل تدفقات النفط الخام.

كان ذلك إلى جانب انحسار المخاوف بشأن الطلب على النفط في الصين، وانخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية، ونشاط عمليات الشراء القوية في السوق الفورية -لا سيما أحجام التحميل على المدى القصير-، في ظل توجُّه مصافي التكرير لتأمين إمداداتها من النفط الخام.

يأتي ذلك قبل أن تنخفض الأسعار في شهر فبراير/شباط، متأثرة بعمليات البيع المكثّفة في سوق العقود الآجلة للنفط، وتراجُع علاوة مخاطر الإمدادات، فضلًا عن انخفاض الطلب بالسوق الفورية في ظل انخفاض استهلاك المصافي العالمية بسبب أعمال الصيانة الموسمية، وزيادة مخزونات النفط الخام الأميركية، وارتفاع توافر إمدادات النفط الخام في شمال غرب أوروبا وساحل خليج المكسيك الأميركي.

وواصلت الأسعار الفورية للنفط الخام انخفاضها في شهر مارس/آذار، تزامنًا مع هبوط أسعار العقود الآجلة للنفط، وتراجع علاوات مخاطر الإمدادات، وانخفاض هوامش التكرير في جميع الأسواق الرئيسية، وانخفاض استهلاك مصافي التكرير خلال موسم الصيانة، وارتفاع مخزونات النفط الخام الأميركية، والمؤشرات على وفرة الإمدادات في حوض الأطلسي.

أسعار النفط في الربع الأول 2025

تعليقًا على أسعار النفط في الربع الأول 2025، أشار الأمين العام لمنظمة أوابك، المهندس جمال عيسى اللوغاني، إلى ارتفاع متوسط الأسعار الفورية لسلة خامات أوبك على أساس فصلي بنحو 4.4%، ليبلغ 76.7 دولارًا للبرميل.

كما حقّق متوسط أسعار النفط الخام الآجلة مكاسب فصلية، حيث ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 1.3%، لتبلغ 74.9 دولارًا للبرميل، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 1.6%، لتبلغ 71.4 دولارًا للبرميل.

ويُعزى ذلك إلى النظرة الإيجابية بشأن نمو الاقتصاد الصيني، ومخاوف نقص الإمدادات المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية، بما في ذلك فرض عقوبات أميركية على صادرات النفط الإيرانية، وعلى مصفاة تكرير نفط صينية مستقلة من بين كيانات وسفن أخرى تُورِّد النفط الخام الإيراني إلى الصين، وتشديد العقوبات الأميركية على قطاع الطاقة الروسي، وإنهاء الولايات المتحدة ترخيص لتصدير النفط الخام الفنزويلي، واستهداف البنية التحتية للطاقة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.

يأتي ذلك فضلًا عن الخطط المقدّمة من 7 دول أعضاء في مجموعة أوبك+ (العراق، الكويت، السعودية، الإمارات، قازاخستان، سلطنة عمان، روسيا) لتعويض الإنتاج الزائد عن المستوى المتفَق عليه، وتأجيل فرض التعريفات الجمركية الأميركية على الواردات من عدد من الدول، وارتفاع الطلب على المنتجات النفطية المستَعمَلة وقودًا للتدفئة في الولايات المتحدة وأوروبا، بسبب برودة الطقس في شهر يناير/كانون الثاني.

جاء ذلك حسب التقرير ربع السنوي الأول لعام 2025 الذي أصدرته منظمة أوابك حول أوضاع السوق النفطية العالمية، الذي يتابع التطورات في المؤشرات الرئيسة للسوق، المتمثلة في الطلب والعرض وحركة المخزونات والأسعار والعوامل المؤثّرة بها، وحركة التجارة النفطية، وصناعة التكرير، مع قياس مدى انعكاس تلك التطورات على الأداء الاقتصادي للدول الأعضاء، واستعراض الآفاق المستقبلية للسوق النفطية العالمية على المدى القريب.

ويوضح الرسم البياني التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أسعار خامات النفط العربية خلال الربع الأول من عام 2024، ومقارنتها بالربع نفسه من 2024:

أسعار خامات النفط العربية خلال الربع الأول

التطورات الاقتصادية العالمية

يقول أمين عام أوابك المهندس جمال اللوغاني، إن الاقتصاد العالمي شهد خلال الربع الأول من عام 2025 منعطفًا حاسمًا في ظل أوضاع تتّسم بالتقلب وعدم اليقين، مدفوعة بتصاعد التوترات التجارية وتغيُّر أولويات السياسات الاقتصادية في العديد من الدول.

إذ أعلنت الولايات المتحدة فرض تعرفات جمركية جديدة، هي الأكبر مُنذ قرن من الزمان، على كل شركائها التجاريين الذين اتخذوا من جهتهم مجموعة من الإجراءات المضادة، مما شكّل صدمة سلبية كبيرة لنمو الاقتصاد العالمي وآفاقه المستقبلية -لا سيما في ظل عدم إمكان التنبؤ بتطورات تلك التدابير-.

ويرى اللوغاني أنّ تفاقُم مخاطر التطورات السلبية على آفاق نمو الاقتصاد العالمي قد يُفضي إلى تصعيد الحرب التجارية وزيادة حالات عدم اليقين بشأن السياسات التجارية، ومن ثم إلى انخفاض إضافي في معدلات النمو الاقتصادي على المديين القريب والبعيد.

وفي هذا السياق، يتوقع الأمين العام أن يشهد الاقتصاد العالمي نموًا بمعدل 2.8% عام 2025، وهو مستوى أقل من معدل النمو البالغ 3.3% لعام 2024.

وأضاف أن الإمدادات النفطية العالمية (نفط خام وسوائل الغاز الطبيعي) شهدت ارتفاعًا بنسبة 0.7%، مقارنة بالربع السابق، لتصل إلى نحو 103.1 مليون برميل يوميًا.

ويعزى ذلك أساسًا إلى ارتفاع الإمدادات من قازاخستان وليبيا ونيجيريا وإيران المشاركين في إعلان التعاون، وكذلك ارتفاع الإمدادات من كندا والدول الآسيوية.

في حين كان لانخفاض الإمدادات من أذربيجان والولايات المتحدة والمكسيك وروسيا ودول أوروبا ودول آسيا/المحيط الهادئ الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، دور في الحدّ من ارتفاع الإمدادات النفطية العالمية.

الطلب العالمي على النفط

فيما يتعلق بالطلب العالمي على النفط، قال أمين عام أوابك، إن مستواه انخفض بنسبة 1.3% على أساس فصلي، ليصل إلى نحو 104.1 مليون برميل يوميًا، متأثرًا بانخفاض الطلب في دول الأميركتين، لا سيما في الولايات المتحدة، ودول أوروبا الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ودول الشرق الأوسط وأفريقيا، والصين، وروسيا، ودول أميركا اللاتينية، وباقي دول أوروبا.

في حين شهدت الهند وباقي الدول الآسيوية ودول آسيا والمحيط الهادئ الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وباقي دول أوراسيا ارتفاعًا في الطلب على النفط.

وعلى مستوى المجموعات الدولية، انخفض طلب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على النفط خلال الربع الأول 2025 بنسبة 2.4% على أساس فصلي، ليصل إلى نحو 45.2 مليون برميل يوميًا.

كما انخفض طلب دول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنسبة 0.5% على أساس فصلي، ليصل إلى نحو 59 مليون برميل يوميًا.

ويوضح الجدول التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- توقعات الطلب على النفط في 2025، وفقًا لـ 3 مؤسسات دولية:

توقعات الطلب على النفط في 2025

وتراجع إجمالي المخزونات النفطية العالمية (التجارية والإستراتيجية) بنسبة 0.1% على أساس فصلي، ليصل إلى نحو 9.388 مليار برميل في نهاية الربع الأول 2025.

وارتفع مخزون النفط المنقول في المواني نتيجة انخفاض نشاط مصافي التكرير، انعكاسًا للصيانة الموسمية، مما أدى إلى تراكم النفط الخام في مرحلة النقل والتوزيع.

يقول "اللوغاني"، إن الوصول بالمخزونات التجارية النفطية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى مستوى متوسط الأعوام الـ5 السابقة يُعدّ من أهم أهداف إعلان التعاون بين دول أوبك+ لتحقيق التوازن والاستقرار في أسواق النفط العالمية. وفي هذا السياق، استمر انخفاض مستوى تلك المخزونات عن متوسط الأعوام الخمسة السابقة (2020 – 2024)، حيث بلغ الانخفاض نحو 69.5 مليون برميل في نهاية الربع الأول من عام 2025.

 

 

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق