انضمت أمريكا إلى قائمة الدول الغربية التي رفعت العقوبات المفروضة على سوريا مع الإعلان المفاجئ الذي كشف عنه ترامب خلال زيارته للرياض.
ونستعرض خلال السطور التالية بشيء من التفصيل كل ما يخص العقوبات الأمريكية على سوريا.
العقوبات الأمريكية على سوريا
خلال زيارته الحالية للمملكة العربية السعودية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وهو ما يفتح الباب أمام انتعاش اقتصادي للبلد الذي يحاول التعافي من آثار الماضي.
وقد يعتقد البعض أن العقوبات الأمريكية على سوريا ترتبط بنظام بشار الأسد احتجاجًا على الأحداث منذ عام 2011، لكن تاريخ العقوبات المفروضة على دمشق طويل.
تاريخ العقوبات الأمريكية على سوريا
وتعود العقوبات الأمريكية على دمشق إلى عام 1979، حين أصدرت واشنطن قائمة لما وصفته بـ "الدول الداعمة للإرهاب" وضمت إليها سوريا بسبب دعمها لفصائل فلسطينية وتدخلها في لبنان، وذلك وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وبسبب هذا التصنيف، فرضت الولايات المتحدة قيودًا على المساعدات الأمريكية لسوريا، وحظرت بيع أسلحة لها، وأخضعت معاملات البنوك الأمريكية مع الحكومة السورية والكيانات المملوكة لها لضوابط مشددة، فضلاً عن فرض عقوبات على عدد من المسؤولين والكيانات الحكومية السورية.
وشهدت التسعينيات انفتاحًا غربياً تجاه دمشق بعد مشاركة سوريا في التحالف الدولي ضد العراق خلال حرب الخليج الثانية، ومشاركتها في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، واقترابها من توقيع معاهدة للسلام مع إسرائيل برعاية أمريكية.

لكن الأمور تعقدت مع تولي بشار الأسد الرئاسة عام 2000 خلفًا لوالده. ففي مايو/أيار 2004، دخل قانون "محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية" حيز التنفيذ بعد أشهر من إقرار إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن له، وهو القانون الذي فرض عقوبات إضافية على دمشق بهدف إنهاء الوجود السوري في لبنان.
وتضمن القانون فرض قيود على تصدير السلع الأمريكية إلى سوريا، باستثناء الغذاء والدواء، ومنع شركات الطيران السورية من السفر إلى الولايات المتحدة، وتوسيع العقوبات بحق عدد من المسؤولين السوريين. لكن القانون استثنى استيراد السلع من سوريا، بما فيها المواد النفطية، والمعاملات المصرفية وكذلك الاستثمارات الأمريكية في سوريا.
وفي عام 2005، وعقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، سحبت الولايات المتحدة سفيرتها في دمشق مارغريت سكوبي. ولاحقًا، أصدر بوش قرارات حظر خلالها نفاذ 20 مواطنًا سوريًا وشركات سورية بعينها إلى النظام المالي الأمريكي.
توسع العقوبات الأمريكية على سوريا
وبموجب قانون مكافحة الإرهاب "باتريوت"، توسعت العقوبات الاقتصادية عام 2006، واستهدفت بشكل مباشر البنك التجاري السوري، وكانت اللحظة الفارقة فيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية هي مارس/آذار 2011 عندما قمع نظام بشار الأسد الاحتجاجات ضده.
ومنذ ذلك الوقت، سعت الإدارة الأمريكية جاهدةً إلى فرض عقوبات مُدروسة لحرمان النظام من الموارد التي يحتاجها لمواصلة العنف ضد المدنيين، وللضغط عليه للسماح بانتقال ديمقراطي كما يطالب الشعب السوري، وذلك وفقًا للموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية.
وأشار الموقع إلى الأمر التنفيذي رقم 13572 الصادر في أبريل/نيسان 2011، الذي يحظر ممتلكات المسؤولين السوريين وغيرهم من المسؤولين عن ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان.
وفي مايو 2011، اتخذت الحكومة الأمريكية خطوات إضافية من خلال الأمر التنفيذي رقم 13573، الذي يحظر ممتلكات مسؤولين سوريين إضافيين بمن فيهم الرئيس آنذاك بشار الأسد وأي شخص يُحدد أنه مسؤول كبير في الحكومة السورية.
وفي أغسطس 2011، أصدر الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما الأمر التنفيذي رقم 13582 الذي يحظر ممتلكات الحكومة السورية، ويمنح صلاحيات إضافية لتحديد الأفراد والكيانات، ويحظر على الأمريكيين القيام باستثمارات جديدة في سوريا.
كما يحظر الأمر تصدير أو بيع الخدمات إلى سوريا من قِبل الأمريكيين، ويحظر استيراد النفط أو المنتجات النفطية ذات المنشأ السوري، ويحظر على الأمريكيين المشاركة في معاملات تتعلق بالنفط أو المنتجات النفطية السورية، وهو ما حرم دمشق من مورد أساسي.
وفي 2013، التزمت الولايات المتحدة بقرارات مجموعة العمل الدولية بشأن سوريا مثل الامتناع عن شراء الفوسفات السوري، والتوقف عن توفير تقنيات المراقبة التي قد يستخدمها نظام الأسد لتقييد التدفق الحر للمعلومات والاتصالات داخل سوريا وخارجها.
قانون حماية المدنيين السوريين
والجدير بالذكر أن، قانون "حماية المدنيين السوريين" 2019 المعروف بقانون "قيصر"، نسبة للاسم الحركي الذي اتخذه مصور عسكري سوري انشق عن النظام، وشارك صورًا تظهر جثث الآلاف ممن قضوا تحت التعذيب في سوريا، كان قد شكل تحولًا كبيرًا في العقوبات الأمريكية على سوريا لأنه تضمن التعاملات الاقتصادية لأطراف ثالثة مع نظام الأسد، وهو ما لم يكن مدرجًا في العقوبات السابقة، وهو الأمر الذي كان له أثر هائل على نظام الأسد، لكن منظمات المجتمع المدني تأثرت أيضًا وأصبحت عاجزة أحيانًا عن تقديم الدعم.
ولا يقتصر القانون على فترة زمنية محددة، ويشمل عقوبات واسعة على قطاعات حيوية، أبرزها حظر التعامل مع النظام في مشاريع إعادة الإعمار، واستهداف الكيانات الداعمة للأسد، بما فيها الروسية والإيرانية.
اقرأ أيضا:
احتفالات تعم سوريا بعد قرار رفع العقوبات الأمريكية
مسئول إيرانى: العقوبات الأمريكية على طهران لا تدعم الجهود الدبلوماسية فى حل النزاع النووى
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق