اندلعت اشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس بين ميليشيات متنافسة وقوات حكومية خلال الليل وحتى صباح الأربعاء، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وقُتل ستة أشخاص على الأقل، بينهم قائد ميليشيات بارز، في أعمال عنف بالأسلحة الثقيلة بدأت مساء الاثنين، وتركزت الاشتباكات في حي أبو سليم جنوب طرابلس.
وقالت الحكومة الليبية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ومقرها غرب البلاد في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إنها بدأت في تأكيد السيطرة بعد مقتل زعيم الميليشيات القوي عبد الغني الككلي المعروف أيضًا باسم غنيوة.
انتشار كثيف لمجموعات الميليشيات
لكن شهود عيان أفادوا بسماع إطلاق نار وانفجارات عند منتصف ليل الثلاثاء تقريبا، مع انتشار كثيف لمجموعات الميليشيات في عدة مناطق بالعاصمة بما في ذلك سوق الجمعة وحول مطار معيتيقة.
وأظهرت بيانات جمعتها منصات التتبع تحويل الرحلات الجوية من مطار معيتيقة إلى مطار مصراته.
وقالت الشرطة الليبية، إن سجناء تمكنوا من الفرار من سجن الجديدة في طرابلس، بينهم عدد من المسجونين بتهم جرائم خطيرة.
وأضافت السلطات، أن الاشتباكات العنيفة بالقرب من السجن تسببت في حالة من الذعر والخوف بين السجناء.
الهلال الأحمر بطرابلس ترفع حالة الطوارئ
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر بطرابلس حالة الطوارئ ورفعت مستوى التأهب إلى أقصى درجاته في المدينة مساء الثلاثاء.
ودعت الجمعية المواطنين إلى توخي الحذر واتباع التعليمات الصادرة عن الجهات المختصة، وذلك في منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إن الحفاظ على السلام في العاصمة مسؤولية جماعية "لا يمكن إهمالها"، وأن مؤسسات الدولة يجب أن تبقى فوق التوترات السياسية.
وقال المنفي خلال لقاء مع كبار المسؤولين الليبيين إن "الوضع الراهن يتطلب جبهة داخلية موحدة ومشروعا وطنيا يجنب الفوضى".
وحثت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، جميع الأطراف على "وقف القتال فوراً واستعادة الهدوء"، مذكرة إياهم بالتزاماتهم بحماية المدنيين.
وأضافت أن "الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب".
وتحاول ليبيا جاهدة التعافي من سنوات من الاضطرابات منذ انتفاضة عام 2011 التي أدت إلى الإطاحة بمعمر القذافي ومقتله.
وتشهد ليبيا نزاعا على السيطرة بين الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس، بقيادة عبد الحميد دبيبة، وإدارة منافسة في الشرق، متحالفة مع المشير خليفة حفتر.
رغم الهدوء النسبي الذي شهدته السنوات الأخيرة، تندلع اشتباكات بين الحين والآخر بين جماعات مسلحة تتنافس على السيطرة على الأراضي. في أغسطس 2023، قُتل 55 شخصًا في قتال بين فصيلين في طرابلس.
0 تعليق