شاهد دموع المقاتلة حنان في لحظة إنجازها الكبير، حيث تجاوزت تحديات الأمية والسرطان لتحصل على درجة الدكتوراه. في قصة تعكس قوة الإرادة والإصرار، تمثل حنان عقيلي، الأم لخمسة أبناء، رمزاً للكفاح الملهم. بدأت رحلتها من فصول محو الأمية، مما مكنها من مواصلة الدراسة حتى بلوغها مراتب الجامعة، رغم كل الصعاب التي واجهتها.
شاهد دموع المقاتلة حنان بعد إتمام رحلتها من الأمية والسرطان للدكتوراه
في هذه الرحلة الاستثنائية، تمكنت حنان من قلب مسار حياتها رأساً على عقب. كأم لابن مصاب بإعاقة في السمع والحركة، استغلت تعليمها لتحوله إلى طفل قوي التواصل والحركة، مستندة إلى إيمانها وعزيمتها. التعليم، كما أكدت، لم يكن مجرد أداة للمعرفة، بل وسيلة لفهم التحديات الصحية والنفسية لأبنائها، مما ساهم في تحسين طريقتها في التربية والرعاية.
رحلة الكافحة حنان مع التعليم والصمود
استمرت رحلة حنان في التطور من خلال الالتحاق بفصول محو الأمية ثم الجامعة المفتوحة، حيث أصبحت نقطة انطلاق لتطوير نفسها. شاركت في دورات تدريبية مثل الإسعافات الأولية، مما جعلها مصدر دعم لمحيطها، سواء في قياس الضغط أو تقديم المساعدة الطبية الأولية. ومع ذلك، لم تكن الحياة سهلة، إذ واجهت معاناة زوجها مع السرطان، حيث وازنت بين رعايته في العناية المركزة ونجاحها في الامتحانات الدراسية. رغم فقدانها له، استمر إصرارها، متسلحة بالعناية الإلهية التي ساندتها في كل خطوة.
أما تجربة حنان مع السرطان بعد وفاة زوجها، فقد كانت اختباراً قاسياً آخر، لكنه لم يثنها عن مسيرتها. مدعومة برغبتها في عدم الانهيار أمام أبنائها، هزمت المرض بقوتها الروحية والعقلية. كأم لخمسة، لم يمنعها ذلك من مواصلة مسؤولياتها، حيث اعتبرت هذه المعاناة توفيقاً إلهياً منحها القوة. في النهاية، يبرز البعد الروحي في قصتها، إذ رأت النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المنام مرتين، ما منحها دفعة نفسية هائلة لمواجهة التحديات.
تعكس قصة حنان عقيلي برمتها درساً عميقاً في الصبر والإيمان بالتعليم كأداة تغيير. من الأمية إلى الدكتوراه، مرررت خلالها بالسرطان والألم، أصبحت نموذجاً يُحتذى، تذكرنا بأن الإرادة قادرة على إعادة تشكيل المصير. إنها قصة تلهم الأمهات والأفراد على السواء، تؤكد أن التعلم ليس مقتصراً على الشباب، بل يمكن أن يكون مفتاحاً للنهوض في أي عمر. رغم كل الظروف، بقيت حنان مصدر قوة لعائلتها ومجتمعها، مشعة بأمل يتجاوز الحدود الشخصية. هذه الرحلة ليست مجرد إنجاز فردي، بل دعوة للجميع للاستثمار في التعليم كوسيلة للتغلب على التحديات. بالفعل، أصبحت دموعها رمزاً للانتصار، حيث تحولت من محاربة الألم إلى بطلة تحفز الآخرين على مواصلة الطريق.
0 تعليق