الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
بوابة العرب

أطلقت منظمات أممية ودولية تحذيرات عاجلة بشأن الأوضاع الإنسانية الكارثية فى قطاع غزة، مشيرة إلى أن أكثر من مليونى إنسان باتوا يواجهون خطر المجاعة فى ظل الحصار الإسرائيلى المشدد الذى يقيد دخول الغذاء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية منذ مارس الماضي.
وأفاد تقرير حديث صادر عن "تصنيف الأمن الغذائى المتكامل" (IPC)، بدعم من الأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية، بأن ٩٣٪ من سكان القطاع يعانون من انعدام حاد فى الأمن الغذائي. كما أشار التقرير إلى أن نحو ٢٤٤ ألف شخص يعيشون حالياً فى المرحلة الخامسة "الكارثية"، وهى أعلى درجات انعدام الأمن الغذائي، مع توقعات بارتفاع العدد إلى ٤٧٠ ألفاً بحلول سبتمبر المقبل إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
وفى السياق ذاته، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ إزاء تدهور الوضع الصحى للأطفال فى غزة، مؤكدة تسجيل وفيات لا تقل عن ٥٥ طفلاً نتيجة مضاعفات سوء التغذية، بينما يعانى أكثر من ١١٪ من الأطفال من حالات سوء تغذية حادة قد تُخلّف آثاراً صحية دائمة.
ويشهد القطاع انفجاراً فى أسعار المواد الغذائية، حيث وصل سعر كيس الدقيق (٢٥ كغ) إلى ٤١٥ دولاراً أمريكياً فى مدينة غزة، بزيادة تجاوزت ثلاثين ضعفاً عن أسعاره قبل أشهر قليلة. كما أسهمت الأضرار الواسعة التى لحقت بالبنية التحتية الزراعية، إلى جانب القيود الصارمة المفروضة على الصيد، فى تقويض القدرة المحلية على إنتاج الغذاء.
فى ضوء هذا الوضع الكارثي، تدعو وكالات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة إلى رفع فورى للحصار وفتح ممرات آمنة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، محذّرة من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدى إلى مجاعة شاملة وسقوط المزيد من الضحايا.
يذكر أن قطاع غزة، يواجه اليوم أحد أسوأ الكوارث الإنسانية فى تاريخه الحديث، حيث يقترب القطاع المحاصر من حافة المجاعة، وسط تحذيرات أممية من كارثة وشيكة قد تحصد أرواح آلاف المدنيين، خاصة الأطفال.
فمنذ اندلاع الحرب فى أكتوبر ٢٠٢٣، يعيش أكثر من مليونى فلسطينى تحت حصار خانق، أدى إلى انهيار منظومة الأمن الغذائى بشكل شبه كامل، وتشير تقارير برنامج الأغذية العالمى إلى أن نحو ١.١ مليون شخص – نصف سكان القطاع – يعانون من انعدام حاد للأمن الغذائي، بينما سجلت منظمات إغاثة دولية حالات وفاة بسبب الجوع، خاصة فى شمال غزة.
إبادة شاملة
قال أحد العاملين فى منظمة إنسانية دولية، رفض الكشف عن اسمه: "ما نشهده فى غزة ليس فقط أزمة إنسانية، بل مجاعة صريحة تتكشف أمام أعين العالم. الناس يأكلون أوراق الشجر، ويغلى البعض المياه المالحة لمحاولة إسكات جوع أطفالهم".
ورغم المطالبات الدولية المتكررة بفتح ممرات إنسانية آمنة، إلا أن المساعدات التى تصل إلى غزة لا تلبى سوى جزء بسيط من الاحتياجات اليومية للسكان.
وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من ٩٠٪ من السكان لا يحصلون على ما يكفى من الغذاء، مع تفشى أمراض سوء التغذية لا سيما بين الأطفال والرضع.
وفى تصريح حديث، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "غزة تواجه مجاعة من صنع الإنسان، ويجب أن يتوقف هذا الآن".
ورغم النداءات العاجلة، لا تزال المعابر مغلقة فى معظم الأوقات، والقيود المفروضة على دخول الإمدادات مستمرة.
وتُطرح تساؤلات جدية حول مسئولية المجتمع الدولى تجاه ما يجري، فيما يطالب نشطاء حقوق الإنسان بضغط فورى وفعّال لوقف الكارثة قبل فوات الأوان.
0 تعليق