تتيح ولاية غرب أستراليا آفاقًا واعدةً لتصدير الهيدروجين الأخضر والأمونيا المُصنّعَيْن محليًا، إلى أوروبا، بفضل توافر موارد الطاقة الشمسية في المنطقة، وفق نتائج دراسة طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتدعم الدراسة تطوير المنطقة الصناعية الإستراتيجية في أوكاجيه (the Oakajee Strategic Industrial Area)، المعروفة اختصارًا بـ"إس أي إيه" (SIA)، التي يمكن أن تُصبح مركزًا للهيدروجين النظيف في منطقة الغرب الأوسط.
وتستهدف أستراليا تحقيق الوصول بحجم صادرات الهيدروجين الأخضر إلى 0.2 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، مع إمكان رفع هذا الرقم إلى 1.2 مليون طن سنويًا.
وخلال السنوات الأخيرة، مرّت سوق الهيدروجين الأخضر في أستراليا بسلسلة من التطورات العديدة، بدعمٍ من إتاحة تحفيزات سخية للاستثمار العالمي.
ففي عام 2022 -على سبيل المثال- أكّدت شركة النفط البريطانية "بي بي" أنها ستستحوذ على حصةٍ نسبتها 40.5% في مشروع للهيدروجين الأخضر في غرب أستراليا، وأنها ستصبح المُشغِّلة له، علمًا بأن هذا المشروع سيُنتِج قرابة 26 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عند اكتماله.
إمكانات كبيرة
سلّطت دراسة حديثة الضوء على المقومات الكبيرة التي تتمتع بها ولاية غرب أستراليا التي تُتيح لها تصدير الهيدروجين الأخضر والأمونيا المنتَجَيْن محليًا إلى أوروبا عبر منطقة الغرب الأوسط.
وأجرت دراسة الجدوى "تراي هاي هب" (TrHyHub)، وهي مبادرة مشتركة بين حكومة الولاية وهيئة مواني الغرب الأوسط وميناء روتردام الهولندي ومعهد فراونهوفر الألماني لأنظمة الطاقة الشمسية (Fraunhofer Institute for Solar Energy Systems).
واستكشفت المبادرة إمكان إتاحة سلسلة إمدادات طاقة نظيفة بين المنطقة الصناعية الإستراتيجية أوكاجيه وألمانيا، ووجدت أن تصدير الأمونيا الخضراء عبر تلك المنطقة يمكن أن يصبح خيارًا مجديًا عبر حل نظام مرسى النقطة الواحدة (single point mooring)؛ إذ يمكن أن تقدم منطقة الغرب الأوسط "مزيجًا فريدًا من إمكانات الطاقة المتجددة الممتازة، وتوافر الأراضي العالية، والاستقرار السياسي".
و"مرسى النقطة الواحدة" هو عبارة عن عوامة أو رصيف ثابت في البحر للتعامل مع البضائع السائلة مثل المنتجات النفطية للناقلات.
كما حددت الدراسة الإمكانات التي تتمتع بها منطقة الغرب الأوسط لتوليد الكهرباء المتجددة على نطاق واسع؛ ما يمكن أن يتيح إنتاج ملايين الأطنان من الهيدروجين سنويًا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
تحليل تقني
فحص التحليل التقني الاقتصادي المتضمن في دراسة "تراي هاي هب"، سلسلة إمدادات الأمونيا من أوكاجيه إلى ألمانيا، وأوضح الفحص أن المسافة الطويلة الواصلة من أستراليا إلى أوروبا تُسهم بنسبة 9% فقط من التكلفة الإجمالية لتصنيع المشتقات؛ ما يجعلها عامل تكلفة ضئيلًا نسبيًا.
ومن الممكن تعويض تكاليف الشحن المرتفعة بوفرة موارد طاقة الشمس والرياح في أوكاجيه؛ ما يُخفّض تكاليف إنتاج الهيدروجين وتخزينه بصورة كبيرة.
وتجعل تلك الميزات الهيدروجين منافسًا من حيث التكلفة مع المناطق الأخرى التي ترغب في تصدير الوقود منخفض الانبعاثات إلى السوق لدى الاتحاد الأوروبي؛ ما يمثّل فرصةً اقتصاديةً كبيرةً بالنسبة إلى أستراليا عبر الاستفادة من هدف الاتحاد الأوروبي المتعلق باستيراد الهيدروجين.
وحسب إستراتيجية ريب باور إي يو (REPowerEU)، التي كُشِف عنها في عام 2022، يستهدف الاتحاد الأوروبي إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر واستيراده الكمية نفسها بحلول عام 2030.
وتستهدف "ريب باور إي يو" التي اقترحتها المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- تقليل اعتماد التكتل على الوقود الأحفوري الروسي.
الاقتصاد الأقوى
قالت وزيرة الغرب الأوسط في أستراليا جاكي جارفيس: "نحن نرغب في الإبقاء على اقتصاد ولاية غرب أستراليا الأقوى في البلاد، عبر تنويع مصادر اقتصادنا وتصنيع مزيد من الأشياء هنا".
وأوضحت جارفيس: "وهذا يعني دعم مشروعات الطاقة المتجددة الموفرة لفرص العمل"، مضيفةً: "تُظهِر تلك الدراسة الدور بالغ الأهمية الذي يمكن أن تؤديه ولاية غرب أستراليا بصفتها مصدرًا للكهرباء النظيفة، وهو ما سيتحقق إذا استطعنا العمل مع الصناعة والبناء على تجربتنا بصفتها مصدرًا معترفًا به عالميًا يمكنه إنجاز مشروعات كبرى".
وتابعت: "وعبر تنشيط المناطق الصناعية وتبسيط إجراءات الحصول على الموافقات والتراخيص، سنضمن أن ولاية غرب أستراليا تتمتع بمكانةٍ جيدةٍ كي تصبح رائدة عالمية في صادرات الهيدروجين الأخضر".
وقال وزير المواني ستيفن داوسون: "مواني الغرب الأوسط تؤدي دورًا حاسمًا في استدامة اقتصاد المنطقة، وهذه الدراسة تسلط الضوء على أهميتها لولايتنا من خلال الاستفادة من فرص التصدير الجديدة، مثل الكهرباء المتجددة"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف داوسون: "يروق لي أن أثمن الدور المهم الذي تؤديه هيئة مواني الغرب الأوسط في تلك الدراسة، وعملها الدؤوب لدعم تنشيط المنطقة الصناعية الإستراتيجية أوكاجيه".
وواصل: "وهذا المشروع التعاوني يدعم علاقات ولايتنا مع الشركاء الدوليين الرئيسين مثل أكبر ميناء بحري في أوروبا -ميناء نوتردام- ويعزز فهمنا لما هو مطلوب لجعل صادرات الطاقة المتجددة من المنطقة المذكورة إلى أوروبا واقعًا".
تجدر الإشارة إلى أن حكومة غرب أستراليا ملتزمة بدعم صناعات التنمية المستدامة في جميع أنحاء الولاية، بما في ذلك صندوق الصناعات الإستراتيجية البالغة قيمته مليار دولار، الذي يُتوقع أن يسرع وتيرة الطاقة النظيفة والمشروعات الصناعية الكبرى.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- إمكانات الهيدروجين الأخضر في ولاية غرب أستراليا من موقع "أوفشور إنرجي".
2- تستهدف أستراليا تحقيق صادرات هيدروجين حجمها 1.2 مليون طن سنويًا من موقع "بي في تيك".
0 تعليق