خلال الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية التي انعقدت بالمملكة المتحدة في الفترة من 13 إلى 15 مايو 2025، استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تجربة مصر في تدشين المنصة الوطنية لبرنامج «نوفي»، الذي يمثل نموذجًا مبتكرًا للمنصات المناخية الهادفة إلى حشد الاستثمارات المناخية وتعزيز الاستراتيجيات الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية.

جاء ذلك في جلسة خاصة نظمها البنك الأوروبي بحضور عدد من المديرين الإقليميين وممثلي دول كازاخستان، المغرب، الأردن، نيجيريا، تونس، وغيرها، حيث عرضت الوزيرة جهود مصر في صياغة وتنفيذ البرنامج، والهيكل المؤسسي له، وآليات جذب القطاع الخاص لتمويل مشروعات التخفيف والتكيف مع آثار التغير المناخي.

وأكدت المشاط أن برنامج «نوفي»، الذي أُطلق في يوليو 2022، يشكل محورًا رئيسيًا يربط مشروعات المياه والغذاء والطاقة، ويعكس تعاونًا بين الجهات الوطنية تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2050، كما يرتكز على "رؤية مصر 2030" لتسريع تنفيذ الأجندة المناخية الوطنية وتحويل التعهدات المناخية إلى خطوات تنفيذية واقعية.

وأوضحت أن المنصة توفر فرصًا تمويلية مبتكرة وحوافز لجذب الاستثمارات الخاصة، مما يعزز التحول الأخضر في مصر، ويُسهم في دعم الاقتصاد منخفض الانبعاثات، مع التركيز على مشروعات مناخية قابلة للتنفيذ بفعالية على أرض الواقع.

كما نوهت الوزيرة إلى أن برنامج «نوفي» يمثل نموذجًا وطنيًا رائدًا ينسجم مع توصيات مجموعة العشرين لعام 2018 حول أهمية القيادة الوطنية والتنسيق بين الشركاء لتحقيق نتائج مستدامة. ولفتت إلى الدعم الدولي الكبير الذي تلقاه البرنامج خلال مؤتمرات المناخ العالمية COP27 وCOP28 وCOP29.

وتشمل المنصة تسعة مشروعات ذات أولوية في قطاعات الطاقة والغذاء والمياه، بالإضافة إلى مشروع النقل المستدام «نوفي+»، وذلك بالتعاون مع الجهات الوطنية والشركاء الدوليين.

وقالت المشاط إن البرنامج حصد تمويلات ميسرة بقيمة 3.9 مليار دولار خلال عامين فقط، لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة بقدرة 4 جيجاوات، بالإضافة إلى دعم الشبكة القومية للكهرباء، مع توجيه الشكر لشركاء التنمية الرئيسيين من مؤسسات مالية دولية وإقليمية.