احتضنت مدينة أزيلال مراسم إحياء الذكرى 69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني بمشاركة واسعة من مختلف الفعاليات الأمنية والإدارية والمدنية، في حفل يعكس الروح الوطنية والالتزام الجماعي بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ورحّب أسامة زعيتر، رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بأزيلال، خلال كلمة ألقاها، بالحضور الكريم من مسؤولين أمنيين، قضائيين، منتخبين وفاعلين في المجتمع المدني، معبرًا عن الفخر والاعتزاز بهذه المناسبة، التي تستحضر مؤسسي المؤسسة الوطنية الرائدة، الملكين الراحلين محمد الخامس والملك الحسن الثاني، وتوجيهات الملك محمد السادس التي وضعت المغرب في مصاف المؤسسات الأمنية العالمية.
وأكد أن المديرية العامة للأمن الوطني، بقيادة رشيدة، تمكنت من ترسيخ نموذج مغربي متطور للأمن، توج بالنجاح في استضافة الدورة 93 للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول” بمدينة مراكش، في اعتراف دولي بمكانة المغرب الأمنية.
وكشف رئيس المنطقة أن المديرية العامة للأمن الوطني ستنظم، خلال الفترة من 17 إلى 21 ماي الجاري، النسخة السادسة من “الأبواب المفتوحة” بمدينة الجديدة، تحت شعار “فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد”، بهدف تقريب الشرطة من المواطنين وتعريفهم بالخدمات الأمنية المتطورة. كما سلط الضوء على الشراكة الجديدة بين المديرية ووزارة الانتقال الرقمي لإطلاق الهوية الرقمية عبر الجيل الجديد من البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية، في إطار استراتيجية المغرب الرقمي 2030.
وفي مجال حماية الشباب، أشار زعيتر إلى انخراط المصالح الأمنية في تقديم دروس تحسيسية لأكثر من 2200 تلميذ وتلميذة، بتنسيق مع الأطر التربوية وشركاء المجتمع المدني، إلى جانب تعزيز دور الفرق الأمنية المكلفة بمحيط المؤسسات التعليمية، في مسعى فعّال للحد من الانحراف والجنوح.
وسرد المسؤول الأمني أرقاماً تعكس نشاط مصالح الأمن بأزيلال خلال الفترة الممتدة من ماي 2024 إلى ماي 2025، حيث أشار إلى استقبال أكثر من 66 ألف اتصال على الخط الهاتفي 19، مع تدخلات ميدانية سريعة وفعالة، وإصدار مصالح التوثيق 36,580 بطاقة وطنية إلكترونية و4,320 شهادة للسوابق العدلية.
وعبر وحدة متنقلة، تمكنت مصالح الأمن بأزيلال، وفق كلمة زعيتر، من إنجاز أكثر من 7 آلاف بطاقة تعريف وطنية في 34 جماعة ترابية بالإقليم، مما يعكس حرص المديرية على تقريب الخدمات الأمنية من المواطنين حتى في المناطق النائية، بدعم من السلطات المحلية، وعلى رأسها عامل الإقليم.
كما أشاد بالإجراءات الأمنية المتقدمة التي مكنت من تحديد هويات أكثر من 25 ألف شخص، وتقديم أكثر من 1100 متهم أمام النيابات المختصة، إلى جانب القبض على 321 مبحوثاً عنهم وطنياً. كما نجحت فرق مكافحة المخدرات في معالجة أكثر من 200 قضية، وحجز كميات مهمة من المخدرات والمسكرات.
وأشار المسؤول الأمني إلى الدور الحاسم للوحدات المكلفة بالمراقبة الطرقية، التي سجلت خلال السنة الماضية أكثر من 6 آلاف مخالفة مرورية في مدينة أزيلال، مع إيداع 319 مركبة في المحجز البلدي، منها 227 دراجة نارية، في إطار جهود الحد من حوادث السير وحماية الأرواح.
وأبرز أن المديرية العامة للأمن الوطني تعتمد مقاربة متكاملة ترتكز على دعم وتطوير الموارد البشرية، من خلال آليات تحفيزية، وضمانات أمن وظيفي، فضلاً عن تدعيم حقوق الدفاع للموظفين، مما يرسخ بيئة عمل مهنية تكرس الانضباط والالتزام، معبرا عن عميق الامتنان لكل الشركاء المؤسساتيين والمجتمعيين، من سلطات محلية وقضائية ومنتخبين وفعاليات مدنية وإعلامية، ومؤكدًا أن التعاون المثمر بينهم هو العمود الفقري لتحقيق الأمن والاستقرار.
واختتم زعيتر كلمته بشكر خاص لعامل إقليم أزيلال على دعمه المتواصل لقطاع الأمن، من خلال توفير مقرات عمل ملائمة بمواصفات عالية تضمن الظروف الملائمة لموظفي الشرطة في مختلف الدوائر الأمنية، مؤكدا، في رسالة وطنية خالصة، وفاء موظفي الأمن الوطني لملك البلاد وللمغرب الكبير، ومتمنياً التوفيق والنجاح للجميع في خدمة الوطن والمواطن تحت شعار “الله، الوطن، الملك”.
0 تعليق