آهٍ... فلسطينُ من غدرِ العِدَا جُرحتْ
ولم تـُفِقْ من جراحِ الأمس جولانُ
واللص يعبثُ جهرًا في مضاجعنا
والثأرُ ليثٌ بعـين العُـرْبِ نعسانُ
سيناءُ من فم هذا الـذئبِ قد نُزِعتْ
بعد اغتصابٍ فهـل يرتدُّ شيطانُ؟
دكَّ الحدودَ التي من حوله وُضِعَتْ
ثم ادَّعَى أنـه للأمـنِ مصـوانُ
عبَّ السُدى والمُنَى كأسٌ على فمه
فيها العراق طَفَتْ، والقاع سودانُ
واقتاتَ من جثثٍ فالنسـلُ أنجـبهم
الرعـبُ حـاناتهم والموت إدمانُ
ظـلَّ التلوُّثُ يسـرى فى نفوسهمو
فالعـيش أحشاؤهم والحـقدُ دِيدانُ
جـنوا سُهادًا تدلَّى فى مراقـدهم
عبـُّوا دمًا إنما لم يُـرْوَ ظـمآنُ
عاثوا فسادًا ببيروتِ التي اغتصبتْ
بالعـقم لم يأتِهم للعـيشِ إنسـانُ
* * *
صبرًا فلسطينُ، تحتَ الصمتِ بركانُ
فأنتِ روحٌ وكل العُـرْبِ أبـدانُ
لكنَّ هجرًا أصابَ العرب في زمنٍ
إنْ لمْ يُفيقـوا له لم يُجْـدِ هجرانُ
خاضوا حروبًا على إخوانهم كثرت
أجَّتْ على أرضهم للخصـم نيرانُ
بغدادُ تنزفُ، تهوِي فوقها كـُرَبٌ
أدمتْ دمشقَ وليبيا، هل تُرى هانوا
قابيـلُ يُبعثُ في صنعاءَ ثانيـةً
دمُ الشريفِ على كفَّيـه ألوانُ
اليوم يطعنُ من بالأمس ضمَّده
السيف أشهره، والسيف أسيانُ
والقدسُ تصرخُ، قد طنَّتْ سننجدها
ونحـن صمُّ، وبالأذنين نـزدانُ
فالموت يعدو وراءَ العرب مفترسًا
آهٍ... فكم مُزِّقتْ للعـرب أوطـانُ
ظنُّوا دواءَ الجراحِ الغربُ موطنه
ضلُّوا فهل يُرْتجَى للخير ثعبـانُ
إن لم يُفيقوا فسُـمِّ الغـدر مقتدرٌ
والسمُّ يسرى وكل العرب شريانُ
نوحٌ على غفلةٍ نادى علـى أممٍ
فيـها عقـولٌ وطاقاتٌ وإيمانُ
هيا إذنْ نحـو فلكٍ جاء يجمعنـا
من قبل أن يُغرِقَ البلدانَ طوفانُ
■ جمال دغيدي طبيب استشاري قلب وأوعية دموية عضو عامل اتحاد كتاب مصر ومن شعراء معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين.. من أعماله المنشورة: دواوين شعر (صمت وشيء ما) و(الصمت) و(الفلك) وروايات (انتبهوا العود يحترق) و(الحافلة) و(كسوف شمس) و(قارب في عرض البحر). فاز المركز الأول في مجال الشعر بمسابقة أكتوبر انتصار شعب بوزارة الدفاع المصرية ٢٠١٦ والمركز الأول في مجال الشعر في مسابقة المولد النبوي الشريف بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة ١٤٠٦ هـ.

0 تعليق