يعقد اليوم جولة تفقدية مشتركة شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ونوريا سانز، مدير مكتب اليونيسكو بمصر، لمتابعة تقدم مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية في منطقة أبو مينا بمحافظة الإسكندرية. يهدف هذا المشروع إلى حماية هذا الموقع الأثري الثمين، الذي يعاني من مخاطر الارتفاع المستمر في مستويات المياه الجوفية، مما يهدد بعض الآثار التاريخية الفريدة. هذه الزيارة تأتي ضمن استراتيجية شاملة للحفاظ على التراث الثقافي المصري، مع التأكيد على التعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية التي تواجه المواقع الأثرية.
مشروع تخفيض منسوب المياه بأبو مينا
يعكس مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية في أبو مينا جهودًا مكثفة من وزارة السياحة والآثار للوقوف على اختبار الممارسات الحديثة في الحفاظ على التراث. يركز العمل على تقليل مخاطر الرطوبة والفيضانات التي تهدد الآثار، مع الاستفادة من تقنيات متقدمة لضمان استدامة الموقع. كانت الزيارة اليوم فرصة للتباحث حول النتائج الأولية لهذا المشروع، الذي يساهم في إزالة أبو مينا من قائمة التراث العالمي المهدد لدى اليونيسكو. هذا الجهد ليس مجرد إجراء فني، بل يعكس التزام مصر بالحفاظ على إرثها التاريخي، حيث يجمع بين الخبرات المحلية والدعم الدولي لتعزيز السياحة المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد هذا المشروع في تعزيز الوعي العام بأهمية حماية البيئة المحيطة بالمواقع الأثرية، مما يدعم التنمية الاقتصادية في المنطقة من خلال جذب المزيد من الزوار.
حماية التراث في أبو مينا
تمتد أهمية أبو مينا التاريخية إلى عصور مبكرة، حيث كانت هذه المنطقة قرية صغيرة تحولت إلى مركز حج مسيحي بارز بين القرنين الرابع والسادس الميلادي. تقع غرب مدينة الإسكندرية، على بعد حوالي 12 كيلومترًا من برج العرب، وتشمل بقايا أسوار خارجية، بوابات شمالية وغربية، وشوارع محاطة بأعمدة كانت تحمل أسقفًا للمنازل، الحمامات، والاستراحات المخصصة للحجاج. في وسط هذه المنطقة، يبرز فناء الحجاج المحاط بأعمدة رخامية، وخلفه محلات لبيع هدايا تذكارية مثل التماثيل، التمائم، وقنينات الزيت الفخارية. جنوب هذا الفناء، يوجد مجموعة من الكنائس، ومكان للاستشفاء، وخزانات مياه، بالإضافة إلى وحدات سكنية. كشفت الحفريات حتى الآن عن عشرة مبانٍ رئيسية تشكل المجمع المعماري، بما في ذلك البازيليكا الكبرى، كنيسة المدفن، المعمودية، دور الضيافة، الحمام المزدوج، والكنائس الشمالية، الشرقية، والغربية. سُجلت أبو مينا كموقع أثري في عام 1956 بموجب القرار رقم 698، ثم أدرجت في قائمة التراث العالمي لليونيسكو في عام 1979، مما يبرز دورها كرمز للتراث المسيحي في مصر. هذه الحماية تضمن بقاء هذه الكنوز التاريخية للأجيال القادمة، مع التركيز على الجوانب البيئية والثقافية لتعزيز جاذبيتها السياحية. بالفعل، يمثل هذا الموقع نموذجًا للتوازن بين الحفاظ على الإرث وتطوير السياحة المسؤولة، حيث يجذب آلاف الزوار سنويًا لاستكشاف تاريخه الغني والمتنوع.
0 تعليق