أكد اللواء محمد الصمادي، الخبير العسكري، أن العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية، المعروفة باسم "عربات جدعون"، تهدف إلى تفريغ شمال ووسط قطاع غزة من سكانها ودفعهم إلى الجنوب، في خطوة نحو إنشاء منطقة معزولة ومحاصرة، تمهيدًا لعملية تهجير داخلي للسكان الفلسطينيين.
وقال الصمادي، في مقابلة مع قناة "الجزيرة": "المرحلة الحالية تعد الأخطر في الصراع منذ 7 أكتوبر، والأمور باتت واضحة بأن الحرب ليست ضد المقاومة فقط، بل تستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله".
وأضاف: "إسرائيل تعمل على استغلال فرصة القتل والتهجير الداخلي، حيث تسعى إلى نقل السكان من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب تحت ضغط القتل والابادة".
وأشار إلى أن هناك أكثر من 400 نقطة إغاثة نشطة حاليا، لكن إسرائيل تخطط لتقليصها إلى أربع أو خمس فقط، موجهة السكان إلى مناطق محددة للحصول على الطعام والماء.
ونوه الصمادي إلى تصريحات سابقة لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، تساحي هنيبي، الذي قال: "لا أعرف إلى أين ستنتهي الأمور في قطاع غزة، لكني أعلم أن القطاع سيصبح أصغر مساحة وأقل سكانا"، مشيرا إلى أن إسرائيل تقسم القطاع إلى مناطق معزولة لمنع حركة المقاومة والسكان وخلق واقع جديد يسهل السيطرة عليه.
وأوضح أن الأهداف الإسرائيلية متشابكة بين هدف عسكري لتدمير المقاومة والفصائل المسلحة، وهدف سياسي للسيطرة الدائمة على القطاع، إضافة إلى هدف إنساني يتمثل في عمليات التهجير وتوجيه المساعدات الإغاثية لدفع السكان نحو الجنوب.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه تعقيدات ميدانية ودولية لكنه يصر على مواصلة عمليات القتل والتهجير، مستنزفًا قدرات المقاومة، ويسعى للسيطرة على 75% من مساحة القطاع بنهاية العملية.
وأضاف: "ما يسمى بغزة الصغيرة ستكون جيبا محاصرا في الجنوب يشبه السجن أو المخيم، حيث سيحشر الفلسطينيون، مع ضربات جوية عنيفة وتطويق بري وبحري، وجميع فوهات النار موجهة صوب القطاع، فلا توجد منطقة آمنة".
ولفت إلى وجود خمس فرق عسكرية إسرائيلية تنتشر على كامل القطاع، مؤكدًا أن الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال يستهدفان تفريغ الشمال والوسط وخان يونس من السكان، مع تخفيض عدد السكان من خلال عمليات إبادة عرقية تجري أمام العالم العربي والإسلامي والرأي العام الدولي.
0 تعليق