السبت 24 مايو 2025 | 01:58 صباحاً
في مطلع الألفية، بينما كانت شركة أبل تهيمن على سوق أجهزة تشغيل الموسيقى المحمولة بجهازها الأيقوني “آيبود”، خرج بيل جيتس، مؤسس مايكروسوفت، برؤية استشرافية بدت آنذاك جريئة، حين أكد أن هذا التفوق لن يدوم طويلاً، متنبئاً بأن مستقبل التكنولوجيا سيكون للهواتف الذكية متعددة الاستخدامات.
في مقابلة بثتها شبكة NBC News، شدد جيتس على أن الأجهزة التي تدمج بين الاتصالات والترفيه هي التي ستقود المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن أبل، رغم تفوقها في سوق الـMP3، تكرر نفس سيناريو حواسيب “ماكينتوش” في الثمانينيات، والتي تراجعت لاحقًا أمام منافسين أكثر مرونة وتطورًا.
اليوم، وبعد عقدين من الزمن، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه ولكن في اتجاه مختلف، حيث أطلق مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا” (فيسبوك سابقاً)، تصريحات مثيرة للجدل حول مستقبل الهواتف الذكية، مؤكدًا أنها تقترب من فقدان مكانتها المركزية في حياة المستخدمين، مع دخول عصر جديد تقوده الأجهزة القابلة للارتداء وتكنولوجيا الواقع المعزز.
من الهواتف إلى النظارات.. ميتا تستعد للعصر الجديد
ضمن استراتيجية طموحة طويلة المدى، تعمل “ميتا” على تطوير مجموعة من الأجهزة الذكية المصممة لاستبدال الهاتف الذكي بالكامل، وفي مقدمتها نظارات الواقع المعزز، والتي تهدف إلى تقديم تجربة رقمية متكاملة تغني المستخدم عن الحاجة لحمل شاشة في جيبه.
من أبرز المشاريع التي كشفت عنها الشركة:
• “سوبرنوفا”: نظارة ذكية موجهة للرياضيين، تتميز بخفة الوزن وخصائص مدمجة لتتبع النشاط البدني.
• “هايبرنوفا”: نموذج آخر يحتوي على شاشة صغيرة داخل العدسة، لعرض الإشعارات والمعلومات دون الحاجة إلى النظر في الهاتف.
• “أوريون”: المشروع الأكثر طموحًا حتى الآن، وهي نظارة واقع معزز متقدمة تأتي مع وحدة تحكم تُلبس في المعصم ومعالج خارجي منفصل، ويتوقع أن تُطرح بسعر قد يصل إلى 10,000 دولار عند إطلاقها في 2026، تليها نسخة ميسّرة تجاريًا تُعرف باسم “آرتميس” في العام التالي.
بالإضافة إلى النظارات، تطور ميتا منظومة رقمية متكاملة تشمل ساعات ذكية وسماعات أذن مدعومة بالذكاء الاصطناعي، في محاولة لإعادة تشكيل الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم الرقمي.
من رؤية جيتس إلى رهان زوكربيرج
الربط بين ما قاله جيتس في الماضي وما يطمح إليه زوكربيرج اليوم يُظهر خيطًا مشتركًا: إدراك تام بأن التكنولوجيا لا تعرف الجمود، وأن الابتكار المستمر هو القاعدة الوحيدة الثابتة. في الوقت الذي توقع فيه جيتس نهاية أجهزة الاستخدام الواحد كـ”الآيبود”، يبني زوكربيرج الآن رهانه على نهاية حقبة الهواتف الذكية نفسها، لصالح واجهات استخدام أكثر طبيعية وسلاسة، مثل نظارات الواقع المعزز والتقنيات القابلة للارتداء.
ورغم موجة الحنين التي شهدها السوق مؤخرًا، حيث عاد بعض المستخدمين لاقتناء أجهزة “آيبود” القديمة بدافع الخصوصية أو النوستالجيا، إلا أن التوجه العام للتكنولوجيا يُشير بوضوح إلى أن المستقبل سيكون لأجهزة توفر تجربة رقمية موحدة وملائمة للحياة اليومية.
نحو عالم بلا شاشات؟
ربما يكون من المبكر إعلان “وفاة” الهاتف الذكي، لكن الاتجاهات الحالية وتطور التقنيات تُشير إلى أن أيامه كجهاز مركزي قد تكون معدودة.
فمع دخول تقنيات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية، يسعى قادة التكنولوجيا مثل زوكربيرج إلى إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والأجهزة الذكية، والانتقال من الشاشات إلى تجربة رقمية تُدمج في كل ما نرتديه ونستخدمه.
يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الرؤية ستُحقق نجاحًا واسعًا، لكن المؤكد أن سباق الابتكار لم يتوقف، وأن العالم الرقمي كما نعرفه اليوم على وشك أن يتغير جذريًا.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق