اقرأ في هذا المقال
- بريطانيا مهتمة بمراجعة دور الصين المتنامي في قطاع الطاقة لديها.
- يمثل المصنعون الصينيون 98% من الألواح الشمسية المركبة في بريطانيا.
- الشركات الصينية مرتبطة بنحو ثُلث مشروعات الرياح البحرية في بريطانيا.
- شاركت الصين في بناء محطة سايزويل سي النووية.
- الصين تسعى إلى السيطرة على قطاع الطاقة في بريطانيا.
تغلغلت الصين في البنية التحتية الحيوية بقطاع الطاقة في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة؛ ما يثير الشكوك حول نوايا بكين المستقبلية بشأن السيطرة على أصول الطاقة القيّمة في البلد الأوروبي، وفق تقرير عالمي طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويثير التغلغل الصيني بمنشآت الطاقة الحيوية في المملكة المتحدة حفيظة الأجهزة الأمنية بالبلاد، والتي تشارك في مراجعة الدور المتنامي لبكين بهذا القطاع، وما يمثله ذلك من تهديدات للأمن الوطني البريطاني.
وأشعل الوضع مخاوف بالأوساط الحكومية في لندن بشأن إمكانية مشاركة بيانات حساسة مع الحكومة الصينية إضافةً إلى سيطرة بكين المحتملة على أصول الطاقة في بريطانيا.
وتُعد مراجعة الدور الصيني المذكور بقطاع الطاقة في بريطانيا جزءًا من "مراجعة" أوسع من قِبل الحكومة للعلاقات بين لندن وبكين، والتي سيُقدم تقرير بشأنها في وقت لاحق هذا العام.
نفوذ صيني
كما يكافح الوزراء في الحكومة البريطانية من أجل استعادة السيطرة على شركة بريتيش ستيل (British Steel) البريطانية المُنتِجة للصلب، وسط تشكك في أن مالكها الصيني وهي مجموعة جينغي (Jingy) الصينية كانت على استعداد للتخلي عن أفران الشركة، تتصاعد عمليات التدقيق حول كيفية ومدى امتداد مخالب بكين إلى الأصول الوطنية بقطاع الطاقة في بريطانيا.
وتنخرط الصين بقوة بقطاع الطاقة المتجددة في بريطانيا، بدءًا من إتاحة كل الألواح الشمسية والبطاريات الصناعية وانتهاءً بضخ استثمارات في مشروعات الرياح البحرية.
وبينما أسهمت كل تلك المشروعات بتطوير أهداف الحياد الكربوني للحكومة البريطانية؛ فإنها تهدد استقلالية بريطانيا عبر تعريضها إلى التصنيع الصيني.
ويشارك جهاز الأمن في المملكة المتحدة "إم 15"، حاليًا، في مراجعة النفوذ الصيني المتنامي بالبنية التحتية الوطنية؛ بما في ذلك اعتماد لندن المفرط على المعدات المصنعة في الصين، وإذا كان استعمال التقنية الصينية المنشأ تفرض تهديدات أمنية في المستقبل.
ويمثل المصنعون في الصين 98% من الألواح الشمسية المركبة فعليًا عبر بريطانيا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضحت الشركات الصينية الآن مرتبطة بنحو ثُلث مشروعات الرياح البحرية في المملكة المتحدة؛ والتي يعادل إجمالي قيمتها 56 مليار جنيه إسترليني (74 مليار دولار أميركي)، وفق صحيفة ديلي ميل البريطانية.
*(الجنيه الإسترليني = 1.33 دولارًا أميركيًا).
وفيما يُعد جرس إنذار آخر فإن 4 من تلك الشركات قد أُدرِجت على قائمة العقوبات بوساطة وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" للعمل والتعاون مع الجيش الصيني.
في الوقت نفسه، حصلت أكبر شركة لتوربينات الرياح في الصين، وهي مجموعة مينغيانغ سمارت إنرجي غروب (Mingyang Smart Energy Group)، على "وضع الأولوية" لبناء قاعدة تصنيع في إسكتلندا، على الرغم من رفض النرويج للعرض الذي تقدمت به الشركة في العام الماضي وسط مخاوف متنامية تتعلق بالأمن القومي.

توتر نووي
كانت المجموعة العامة للطاقة النووية في الصين سي جي إن (CGN) تتمتع بمكانة مرموقة في رسم مستقبل الطاقة النووية بالمملكة المتحدة؛ إذ كانت تمتلك حصة 33.5% في مشروع هينكلي بوينت سي (Hinkley Point C) النووي.
غير أن تلك الحصة المملوكة لشركة سي جي إن في محطة سومرست (Somerset) للطاقة النووية قد تراجعت تراجعًا دراماتيكيًا، مع توقف تمويلات المشروع في عام 2023، وسط تزايد التوترات بين لندن وبكين.
كما شاركت الصين في بناء محطة سايزويل سي (Sizewell C) النووية الكائنة في مقاطعة سوفولك، لكن دفعت الحكومة البريطانية 679 مليون جنيه إسترليني (900 مليون دولار أميركي) لشراء حصة "سي جي إن" في المشروع.
وعلى الرغم من ذلك؛ فلا تزال "سي جي إن" تأمل في تطوير محطة طاقة نووية مقترحة بمدينة برادويل أون سي في مقاطعة إسيكس.

توغل في قطاع الغاز
استحوذت شركة تشاينا إنفيستمنت كوربوريشن (China Investment Corporation) على حصة نسبتها 10.5% في شبكة توزيع الغاز التابعة لشركة ناشونال غريد (National Grid) في المملكة المتحدة، بعد أن وافقت شركة الغاز والكهرباء على بيع حصة الأغلبية في شبكة أنابيب الغاز الخاصة بها خلال عام 2016، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
في الوقت نفسه؛ تمتلك شركة سي كيه هوتشيسون (CK Hutchison)، ومقرها مدينة هونغ كونغ الصينية، شركة يو كيه باور نيتووركس (UK Power Networks) التي تزود الكهرباء إلى العاصمة البريطانية لندن ومنطقتي جنوب شرق وغرب إنجلترا.
وتزايدت المخاوف بشأن العدادات الذكية التي تصنعها شركة مرتبطة بالحكومة الصينية والتي رُكبت في مئات الآلاف من المنازل البريطانية.
وطالب المنتقدون بإزالة تلك العدادات على خلفية قلق بشأن إمكان قطع بكين الكهرباء عبر الوصول إلى محول الكهرباء عن بُعْد.
إلى جانب ذلك تمتلك شركة الاستثمار الصينية تشاينا إنفيستمنت كوربوريشن المملوكة للحكومة حصة نسبتها 8.7% في شركة ثامز ووتر (Thames Water)، وهي أكبر مرفق مياه في عموم المملكة المتحدة.
وتتولّى الشركة مهام إتاحة إمدادات المياه وتقديم خدمات الصرف إلى 15 مليون شخص؛ ما يعادل رُبع سكان إنجلترا.
تجسس نووي
في عام 2016 وجّهت الإدارة الأميركية اتهامات إلى المجموعة العامة للطاقة النووية في الصين بالتجسس النووي؛ ما نتج عنه حكم بالسجن عامين على أحد موظفي الشركة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبينت لائحة الاتهام التي تتألف من 17 صفحة أن الشركة الصينية وموظفيها متهمون بالتآمر لتطوير مادة نووية في الصين دون الحصول على موافقة أميركا و"بنية ضمان تحقيق ميزة للشعب الصيني".
إلى جانب ذلك كانت الصين منخرطة في محطة الطاقة النووية "سايزويل سي "، غير أنه في عام 2022، أجبرت حكومة المملكة المتحدة بكين على التخارج من المشروع؛ إذ أنفقت قرابة 900 مليون دولار أميركي من أموال دافعي الضرائب في إطار صفقة التخارج تلك.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق