أولت الدولة اهتمامًا بتنمية الثروة الحيوانية، في ظل تناقص أعدادها وانخفاض الإنتاجية نتيجة عدة عوامل منها ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج منها الأعلاف الحيوانية والأدوية البيطرية وذبح الكثير منها.
كما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح موسم القمح، بزيادة الاهتمام بالثروة الحيوانية في مصر، ووضع خطة إحلال للأبقار سواء لإنتاج اللبن أو إنتاج اللحوم، مطالبًا بوجود 400 ألف رأس من الأبقار ذات الإنتاجية العالية بدلا من رؤوس الماشية المحلية لدى المزارعين.
توجيه الرئيس آثار تساؤلات حول إمكانية استيراد رؤوس الماشية ذات الإنتاجية العالية من الخارج وتأثيره على إنتاج الثروة الحيوانية، وقدرة السلالات المستوردة على احتمال درجة الحرارة العالية في مصر، خاصة أن السلالات الأوروبية مثل الهولشتاين تعاني من إجهاد حراري حاد.
من جهته، قال الدكتور محمد الشافعي مدير معهد بحوث الإنتاج الحيواني، إن تحمل السلالات المستوردة من الماشية للظروف المناخية، طبقا للدولة التي يتم الاستيراد منها، فإذا تم الاستيراد من دول أوروبية تكون الحيوانات حساسة للظروف الحارة ويتم تربيتها تحت نظم إسكان مجهزة بنظام تهوية وتبريد للحفاظ عليها وعلى مستوى إنتاجيتها.
وأضاف الشافعي في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز": “إذا كانت السلالات مستوردة من دول أمريكا اللاتينية فإنها تتحمل الظروف المناخية المصرية”، مشيرًا إلى أنه بالنسبة للسلالات الأوروبية يمكن خلطها مع السلالات المحلية للحصول على الحيوانات الخليطة التي تحتفظ بقدرتها على تحمل الظروف المناخية وزيادة الانتاج.
إجهاد النقل وتغيير البيئة يؤثر على الماشية
وأوضح أن السلالات المستوردة مناعتها غير ضعيفة ولكن أحيانا إجهاد النقل وتغيير البيئة ونظم الرعاية والظروف المناخية غير المناسبة يؤدي لظهور حالات مرضية، لذلك يتم حجز الحيوانات المستوردة في محاجر يتم خلالها إعطاء برنامج تحصيني وعلاج وقائي للحفاظ عليها خاصة أن العثرات المسببة للأمراض تختلف من دولة إلى أخرى.
وفي السياق، أشارت مصادر إلى أن هولشتاين فريزيان من أهم الأبقار ذات السلالة العالية وتتميز بصفات جينية معينة تضمنإنتاجها العالي من الحليب، وجيرنزي وهى سلالة تتميز بإنتاج حليب ذي جودة عالية وقدرة على التحمل، وأيضا سيبران سلالة معروفة بإنتاج لحوم عالية الجودة.
ارتفاع درجات الحرارة وأسعار الأعلاف
وأكدت المصادر أن الأزمة تتمثل في عدم ملائمة المناخ وارتفاع درجات الحرارة، وأيضا ارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية والأدوية البيطرية، خاصة أن مصر تعتمد بصورة كبيرة على استيراد أكثر من 60% من مستلزمات الأعلاف من الخارج، مشيرة إلى أن سعر البقرة بلغ 75 ألف جنيه والجاموسة تقدر بنحو 120 ألف جنيه، فضلا عن ذبح بعض المربين للإناث والعجول الصغيرة "البتلو"، مما أثر سلبًا في الثروة الحيوانية في مصر ورفع الأسعار بالسوق.
الجدير بالذكر أنه وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد انخفضت أعداد رؤوس الماشية والحيوانات في 19.9 مليون رأس في عام 2010 إلى حوالى 7.5 مليون رأس حسب وزارة الزراعة.
0 تعليق