الهيدروجين الأخضر في بريطانيا.. تقرير يرسم خريطة خروج القطاع من كبوته

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • قطاع الهيدروجين الأخضر في بريطانيا يواجه تحديات عديدة
  • تحتاج بريطانيا إلى تسريع بناء البنية التحتية لمشروعات الهيدروجين
  • بريطانيا تحتاج إلى 10 منشآت تخزين لسدّ احتياجاتها المستقبلية من الهيدروجين
  • تفتقر صناعة الهيدروجين الأخضر في بريطانيا إلى السياسات الحكومية الداعمة
  • صناعة الهيدروجين في بريطانيا تعاني زيادة كبيرة في الإنتاج

ما تزال صناعة الهيدروجين الأخضر في بريطانيا محاصرة بمجموعة من التحديات، أبرزها الافتقار إلى السياسات الحكومية الداعمة، التي تحول دون تحقيق مستهدفات ذلك القطاع الناشئ الذي تتزايد الرهانات عليه في تسريع جهود إزالة الانبعاثات، تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني.

وتتدرج التحديات التي تعصف بصناعة الهيدروجين النظيف في بريطانيا من عدم اليقين بشأن البيئة التقنية والتنظيمية، مرورًا بالتكاليف المرتفعة، ومعضلات التخزين والنقل، من بين أخرى عديدة.

ويوصي تقرير حديث -طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- بسرعة بناء البنية التحتية لمشروعات الهيدروجين الأخضر وتهيئتها عبر استغلال شبكة أنابيب الغاز الطبيعي الحالية في النقل.

ويعدّ تخزين الهيدروجين عاملًا حاسمًا في جهود الحكومة البريطانية لتطوير اقتصاد قائم على هذا الوقود المستقبلي، في إطار طموحاتها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وقد تحتاج المملكة المتحدة إلى بناء 10 منشآت تخزين لسدّ احتياجاتها المستقبلية من الهيدروجين، علمًا بأن هناك حاجة إلى تخزين الوقود منخفض الانبعاثات في بريطانيا بسعة 3.4 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030، وسيرتفع هذا الرقم إلى 9.8 تيراواط/ساعة بحلول عام 2035.

تأخُّر التدخل الحكومي

يتأخر التدخل من أجل دعم صناعة الهيدروجين الأخضر في بريطانيا بما لا يقل عن عام عن الموعد المحدد؛ ما أدى إلى نتائج محبطة في القطاع الناشئ.

وطالب نائب رئيس شركة الطاقة النرويجية للطاقة ستاتكرافت (Statkraft) لشؤون المنشأ في المملكة المتحدة وأيرلندا "دانكان دالي" بإجراء تغييرات في سياسة بريطانيا، خلال تصريحات أدلى بها في فاعلية نظّمتها صناعة الهيدروجين في غلاسكو.

وقال دالي في المناقشة التي حملت عنوان "مقترح الهيدروجين: "اصنعوه.. إنه على الرغم من التقدم المُحرَز في سوق الهيدروجين الأخضر في بريطانيا، فإنه قليل جدًا، وجاء في وقت متأخر جدًا".

وأضاف دالي: "نحن نتخلف عن موعد التدخل الحكومي في السياسات التنظيمية لتلك الصناعة الإستراتيجية، بنحو عام"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتابع: "الأنباء الجيدة هي أننا في وضع أفضل من أوروبا، وإن كانت أوروبا في وضع متدنٍّ جدًا".

وأوضح أن "الزيادات في تكاليف سلسلة الإمدادات قد أثّرت سلبًا بصناعة الهيدروجين الأخضر في بريطانيا؛ ومع ذلك فإننا نُظهِر أداءً أفضل في أجهزة التحليل الكهربائي، وهذا أمر جيد".

كما استعرض دانكان دالي ما يتعين على الحكومات فعله من أجل دعم صناعة الهيدروجين الأخضر في بريطانيا خلال الفاعلية المذكورة.

وناقشت مديرة السياسات في شركة ستاتيرا (Statera) البريطانية فيبي فين، مشروع هيدروجين كينتور (Kintore) الضخم البالغة سعته 3 غيغاواط المطور بوساطة الشركة، الذي يستهدف توفير وظائف في شمال شرق إسكتلندا.

وطالبت فين بإدخال تغييرات مهمة على نظام الطاقة الحالي في المملكة المتحدة بهدف استيعاب الهيدروجين، بما في ذلك دمج هذا الوقود بشبكة الغاز وبناء نظام نقل مخصص للهيدروجين.

محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في بريطانيا
محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في بريطانيا - الصورة من موقع شركة carlton power

لحظة فارقة للقطاع

قالت فيبي فين، إن سياسة الهيدروجين الأخضر في بريطانيا تحتاج إلى التطور بهدف إطلاق العنان لمشروعات أمثال كينتور، مضيفةً: "نحن نقف على أعتاب لحظةٍ فارقةٍ نحتاج فيها إلى خفض التكاليف، وزيادة سعة الإنتاج، وفي تقديري، فإن أكثر ما يعرقل تلك الصناعة هو الموقع".

وكان الربط بين مواقع إنتاج واستهلاك الهيدروجين موضوعًا ساخنًا هيمنَ على جانب كبير من جلسة الهيدروجين الأولى التي نظّمتها شركة أول إنرجي (All-Energy) خلال فاعلية غلاسكو، مع دعوة شركة ستاتيرا إلى إنشاء نظام خط أنابيب "العمود الفقري" للهيدروجين.

وتساءلت مديرة السياسات في شركة ستاتيرا فيبي فين: "وبناءً عليه، كيف يمكننا ربط الأماكن التي من الممكن إنتاج الهيدروجين بها بشكل أرخص، مثل إسكتلندا، بالأماكن الأكثر احتياجًا لهذا الوقود؟".

وإلى جانب وجود شبكة مخصصة للهيدروجين، وقرار إيجابي بشأن دمج الهيدروجين في شبكة نقل الغاز الطبيعي القائمة، قالت فين، إن المملكة المتحدة تحتاج إلى "إدخال تغييرات مستهدفة على نموذج أعمال الهيدروجين، بهدف تحفيز المرونة بشكل أفضل".

تلبية الطلب جنوبًا

قالت مديرة السياسات في شركة ستاتيرا فيبي فين، إن الموقع الذي تُولَّد فيه الكهرباء ليس هو المكان الذي يوجد فيه الطلب، "حيث يتركز بشكل رئيس في الحزام الأوسط في إسكتلندا، وأبعد إلى الجنوب"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت فين: "هذا التفاوت يُبقي تكاليف الإنتاج عند مستويات مرتفعة، ويمنع الهيدروجين من أداء دوره الأكثر فاعلية بتحول الطاقة في المملكة المتحدة"، مضيفةً أن الهيدروجين يؤدي دورًا حاسمًا في "تحقيق توازن بنظام الطاقة المستقبلي لدينا عبر نقل الطاقة مع مضي الوقت".

وواصلت: "ما أقصده بكلامي هو تخزين الطاقة المتجددة حينما يكون هناك فائض، ثم استعمالها بعد ذلك بأيام أو حتى أسابيع، حينما يكون هناك نقص في المعروض".

وأردفت: "وضع أجهزة التحليل الكهربائي المتصلة بالشبكة في إسكتلندا بعيدًا عن قيود الكهرباء، وتمكينها من العمل بمرونة، يوفر كهرباء منخفضة التكلفة، ويقلل من الهدر في طاقة الرياح، ويخفف الضغط الواقع على الشبكة".

وأكملت: "لكن بهدف استغلال النظام بالكامل، فإننا نحتاج إلى نقل الهيدروجين إلى الأماكن التي يشتدّ فيها الطلب عليه، وهذا هو أساس شبكة الهيدروجين".

غرانغماوث والهيدروجين

ستناقش الحكومة الإسكتلندية هذا الأسبوع مستقبل الهيدروجين في مصنع غرانغماوت (Grangemouth) للمواد البتروكيميائية الذي أَغلق مؤخرًا آخر مصفاة نفط متبقية في إسكتلندا.

وستناقش لجنة الحياد الكربوني والطاقة والنقل الخطط المستقبلية لمصنع غرانغماوث الموضحة في تقرير بروجيكت ويلو (Project Willow)، الذي قدّم خياراتٍ بديلةً منخفضة الكربون لعملياتها المستمرة بدعم من حكومتي وستمنستر وهوليرود.

وستستمع الحكومة الاسكتلندية إلى مدير السياسات في ستاتيرا لويس إلدر وممثلين من شركات لوغان إنرجي (Logan Energy) و سكوتش باور(ScottishPower) وبلاس زيرو (PlusZero) وستوريغا (Storegga).

وفي هذا الصدد قالت فيبي فين: "نحتاج إلى التزام ببناء عمود فقري لصناعة الهيدروجين في بريطانيا"، مضيفةً: "من شأن هذا أن يربط منشآت الإنتاج الرئيسة في إسكتلندا، مثل كينتور، بمواقع التخزين، وكذلك بمصادر الطلب المهمة عبر المملكة المتحدة مثل غرانغماوت وتيسيدي".

محطة هيدروجين أخضر
محطة هيدروجين أخضر - الصورة من footanstey

مسارات عديدة

اقترح تقرير "بروجيكت ويلو" مسارات عدّة من الممكن أن يأخذها مصنع غرانغماوت في الحسبان، يشتمل اثنان منهما على الهيدروجين، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي مسار المواد الخام الحيوية، يمكن لمصنع غرانغماوت تحويل المحاصيل الغطائية الاسكتلندية إلى وقود طيران مستدام وديزل متجدد باستعمال الهيدروجين منخفض الكربون، من بين أشياء أخرى.

كما اشتملت المسارات على إنشاء مزارع رياح بحرية لاستبدال الهيدروجين بالغاز الطبيعي، عبر استعمال الهيدروجين منخفض الكربون لإنتاج الميثانول وتحويله إلى وقود طيران مستدام، وإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون من الهيدروجين لأغراض الشحن والمواد الكيميائية.

وقال رئيس تطوير سوق الهيدروجين في سكوتيش باور غرين هيدروجين (ScottishPower Green Hydrogen) مارك غريفين: "في المملكة المتحدة، لدينا بعض المواقع المذهلة لإنتاج الهيدروجين على نطاق واسع، التي لا توجد بشكل طبيعي بالقرب من مجمع صناعي كبير، وهذا هو المكان الرئيس الذي يجب أن تدخل فيه شبكة توزيع الأنابيب".

ومع ذلك تحتاج خطة صناعة الهيدروجين الأخضر في بريطانيا أن تأخذ في الحسبان سلسلة الإمدادات إذا أراد مصنع غرانغماوت أن يحقق نجاحًا على تلك الأصعدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

1.متطلبات الهيدروجين الأخضر في بريطانيا من تقرير بموقع "إنرجي فويس"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق