كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن مكالمة هاتفية اتسمت بحدة غير معتادة بين الرئيس الأمركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، تناولت الخلاف حول كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني، في مؤشر على تصدع التنسيق الثنائي المعلن سابقًا بين الجانبين في هذا الشأن.
ورغم التصريحات الرسمية المتكررة التي تؤكد وجود توافق كامل على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، فإن مصادر إعلامية إسرائيلية أكدت أن الاتصال الهاتفي شهد خلافات واضحة، حيث أبلغ ترامب نتنياهو رغبته في التوصل إلى حل دبلوماسي، مشددًا على ثقته بإمكانية إبرام "اتفاق جيد" يخدم مصالح واشنطن وطهران، ما يُبرز ميلًا متجددًا من البيت الأبيض لإحياء مسار التفاوض النووي.
توجه دبلوماسي أمريكي
هذا التوجه الدبلوماسي الأمريكي يتناقض بشكل حاد مع سياسة نتنياهو المتشددة، والذي يُنظر إليه كأبرز معارضي أي تسوية مع إيران، ما يعكس تباينًا استراتيجيًا متصاعدًا في أولويات الطرفين، رغم ما يُبديه الجانبان من حرص على إظهار وحدة الصف في العلن.
وما يزيد من تعقيد المشهد، أن الكشف عن فحوى المكالمة جاء متزامنًا مع زيارة وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم لإسرائيل، والتي حملت رسائل مباشرة من الرئيس ترامب، تضمنت تحذيرات من ضيق الوقت، وتأكيدًا على أن قرارًا حاسمًا بشأن إيران بات وشيكًا، في ظل مؤشرات استخباراتية متزايدة عن تصعيد نووي إيراني.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متجاوزة بكثير سقف الاتفاق النووي لعام 2015، ما يثير مخاوف متصاعدة من اقترابها من العتبة النووية.
وفي حين تحرص طهران على التأكيد أن أنشطتها تأتي ردًا على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، فإن تصاعد التحذيرات من واشنطن، واحتمالات الضربة العسكرية، يضع المنطقة أمام مفترق خطير، تتداخل فيه الحسابات السياسية بالرهانات النووية والمواقف المتباينة بين الحلفاء التقليديين.
0 تعليق