لم تكن رحلة سحر مع مرض شقيقتها إيمان سهلا بل كان اختبارا قاسيا حين زار مرض السرطان جسد إيمان، وبدأ الصراع مع المرض لسنوات، حيث لم تكن سحر مجرد أخت بل كانت تقوم بدور الداعمة النفسية والرفيقة في الألم وبث الأمل وعندما رحلت إيمان قررت سحر أن تحول هذا الفقد إلى بداية أمل وحياة جديدة واختارت أن تخلد ذكرى أختها وقامت بتأسيس جمعية عطاء السماء لدعم ورعاية مريضات السرطان ووفرت لهن ما كانت تتمنى أن تحصل عليه شقيقتها من أمل وحياة.
اكتشاف المرض
“أول ما عرفت مرض أختى كانت الصدمة صعبة عليا أوى بس رضينا بحكم ربنا وبدأت إيمان في رحلة علاجها وأخدت الأدوية والمسكنات” بهذه الكلمات بدأت سحر تحكي لـ “البوابة ”عن قصتها مع شقيقتها محاربة السرطان والصعوبات التى واجهتها في رحلة معها حتى بعد وفاتها وقرارها بإنشاء جمعية لدعم مريضات السرطان.
وتقول سحر فودة البالغة من العمر 59 عاما: لما مرض السرطان بيزور بيت أهل المريض بيتعبوا أكتر من المريض وهنا بقول الأهل نتيجة مرورى بالتجربة القاسية مع شقيقتي إيمان وخاصة عندما تعرضت للإصابة بغيبوبة أثناء تلقيها العلاج، وأصبحت بين إيدين ربنا ورغم أن الأمل فى الله كان كبيرا إلا أن الألم اللى شعرت بيه أثناء مرضها وخوفي عليها من التطور واللى هيحصل.
وعن أصعب اللحظات اللى مرت عليها قالت أول ما أختى فاقت والدكاترة قالوا إنها مش هتتحرك من السرير وقتها حسيت الدنيا بتسود في وشى وسألت نفسى أسألة كتير منهم يا ترى هعمل إيه مع أولادها وهما بيموتوا قدامى كل يوم من رعبهم أنهم يفقدوا أمهم وطبعا بعد صراع مع المرض رحلت أختى.
وأضافت : بعد مرض أختى ووفاتها وكل اللى مريت بيه معاها وخاصة عندما تم وضعها على جهاز تنفس صناعى وكل يوم بيطلب مبالغ كبيرة جدا، بدأت أحس أنى محتاجة أساعد كل مريض بيواجه صدمة إصابته بالسرطان وقررت العمل على العلاج فى البداية، ولكن بعد تجربة تمسك أختى بشغل الكنفاه خلال مرضها تأكدت أن الدعم المدى بس مش كفاية وأن فى أهمية كبيرة للدعم النفسى والعمل بيكون عليه عامل كبير فى إسعاد وشفاء ناس كتير ومن هنا قررت تأسيس جمعية لدعم ورعاية مريضات السرطان وأطفالهن.
وأكدت أنها بدأت بفكرة إنشاء مركز لعلاج مرضى السرطان لمساندة ومساعدة كل مريضة سرطان لا تستطيع تحمل تكلفة العلاج والذهاب إلى العيادات، وقامت بتأسيس الجمعية.
وعن الذين ساندوها في تحقيق هذا الحلم قالت "زوجى وأخواته وبعض الأقارب والأصدقاء ساعدونى وما زالوا بيساعدونى.
وأشارت إلي أنها بعد إنشاء الجمعية أدركت أنها يجب أن توفر لهم كل أشكال الدعم سواء التمكين الاقتصادى أو الدعم النفسي وخاصة أن أغلب محاربات السرطان عندما يصابون بالمرض اللعين يتخلي عنهن أزواجهن ويصبحن وحيدات في محاربة هذا المرض اللعين وأحيانا يترك لها مسئولية الأولاد أيضا.
وأكملت حديثها قائلة : بدأت أهتم بإقامة الورش وتعليمهن العديد من الحرف مثل التفصيل والخياطة والتطريز والخيامية والديكوباج والإكسسوارات وفنون أخرى وكل ده كان بيساعدهم يخرجوا الطاقة وينسوا مرضهم، وجاءت فكرة إقامة علامة تجارية من أعمال المحاربات وأطلقت عليها اسم برند ايمى لتخليد ذكري أختى الله يرحمها.
وأوضحت: شقيقتي، الله يرحمها، كانت محامية ونشيطة، محكمة الصبح ومكتب بعد الضهر وسفر وحركة وفجأة لما أصيبت بالمرض فقدت قدرتها على الحركة فعشان تشغل وقتها بدأت تعمل الكنافة وتشتغلها وتديها لأصحابها ولينا هدايا وتقولى هى دى اللى بتخلينى حاسة إنى عايشة.
وأكدت أنها سعيدة جدا بتخليد ذكرى شقيقتها وأنه رغم وفاتها إلا أنها أصبحت مصدر خير لرعاية ودعم العديد من محاربات السرطان ومحاولة توفير حياة كريمة لهن ومساندتهن على تحدى الظروف والصعوبات.
0 تعليق