واشنطن تدق طبول الحرب.. تحركات عسكرية أمريكية مكثفة تواكب تصعيدًا إسرائيليًا ضد إيران

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مشهد يعيد التوترات الإقليمية إلى ذروتها، كشفت بيانات تتبّع الرحلات الجوية، التي راجعتها خدمة "بي بي سي لتقصّي الحقائق"، عن تحرّك غير اعتيادي لطائرات نقل عسكرية أمريكية بين الولايات المتحدة وأوروبا، بلغ عددها أكثر من ثلاثين طائرة خلال الفترة بين السبت والثلاثاء. 

هذا الحراك المكثّف، رغم غياب التصريحات الرسمية بشأن غايته المباشرة، يتقاطع زمنياً مع تصعيد عسكري خطير بين إسرائيل وإيران، ويعزز مؤشرات انخراط أمريكي مباشر أو غير مباشر في مسرح الصراع.

الطائرات التي تم رصدها هي من طراز "كاي سي-135"، المتخصصة في تزويد المقاتلات والقاذفات بالوقود جواً، وقد توقفت في قواعد عسكرية أمريكية بكل من إسبانيا، واسكتلندا، وإنجلترا.

 ووفقًا لمحللين عسكريين، فإن هذا النمط من التحركات يُعدّ "استثنائياً للغاية"، ما يرجّح فرضية استعداد الولايات المتحدة لدعم عمليات قتالية محتملة، أو على الأقل رفع مستوى الجاهزية في إطار ما يُعرف بـ"خطط الطوارئ".

المحلل العسكري جاستن برونك من معهد الخدمات الملكية البريطانية، ذهب إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تعبّر عن نية أمريكية لدعم "عمليات مكثفة" في الشرق الأوسط خلال الأسابيع القادمة، خاصة إذا تطور الوضع إلى مواجهة شاملة. وتأتي هذه التصريحات في وقت كشفت فيه التقارير عن استمرار حركة تلك الطائرات باتجاه شرق صقلية، دون تحديد وجهة ست منها، فيما هبطت واحدة في جزيرة كريت اليونانية، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات تدخل أمريكي متقدم من الجنوب الأوروبي أو البحر المتوسط.
 

حاملة الطائرات "نيميتز" تتحرّك

 

التصعيد الجوي لم يكن الحدث الوحيد اللافت؛ فوكالة "رويترز" نقلت عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم نقل حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" من بحر الصين الجنوبي إلى منطقة الشرق الأوسط، مع إلغاء فعالية كانت مقررة في فيتنام بسبب "متطلب عملياتي طارئ"، بحسب بيان السفارة الأمريكية في هانوي. ووفقًا لتقارير الملاحة، شوهدت "نيميتز" صباح الثلاثاء تمر عبر مضيق ملقا باتجاه سنغافورة، ما يجعلها أقرب إلى الخليج العربي.
هذه الحاملة، المجهزة بسرب من المقاتلات المتقدمة والمدمرات الصاروخية، تمثل رأس حربة في أي تحرك عسكري أمريكي مباشر. ويُضاف إلى ذلك تقارير عن نقل مقاتلات إف-16، إف-22، وإف-35 إلى قواعد أمريكية في الشرق الأوسط، بما يرفع من مستوى الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة، ويمنح إسرائيل مظلة جوية ضخمة إن قررت توسيع ضرباتها.

 

ضوء أخضر أمريكي؟ أم غموض استراتيجي؟

 

في الوقت الذي لم يصدر فيه تأكيد رسمي من البيت الأبيض بشأن ارتباط هذه التحركات بالصراع بين إسرائيل وإيران، لمّح نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس إلى إمكانية تدخل أمريكي مباشر. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن الرئيس ترامب "قد يقرر اتخاذ إجراءات إضافية" لوقف البرنامج النووي الإيراني.
هنا، يدخل مفهوم "الغموض الاستراتيجي" على الخط. نائب الأدميرال مارك ميليت يرى أن هذه التحركات قد تكون جزءاً من سياسة أمريكية مدروسة لإرباك إيران ودفعها إلى تقديم تنازلات تفاوضية. إلا أن هذا الغموض لا يُخفي الاستعداد العملي على الأرض، لا سيما مع انتقال ذخائر خارقة للتحصينات إلى الواجهة.

 

القنابل الخارقة والتحصينات الإيرانية تحت المجهر


إذا ما قررت الولايات المتحدة توجيه ضربة مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية، فذلك لن يتم إلا عبر قنابل "جي بي يو-57 آي/بي"، المعروفة باسم "القنابل الخارقة للتحصينات"، القادرة على اختراق ما يصل إلى 60 مترًا من الخرسانة المسلحة. هذه القنابل لا تُحمل إلا على قاذفة الشبح "بي-2"، وهي الأكثر قدرة على تنفيذ ضربات طويلة المدى دون رصد.


وكانت قاذفات "بي-2" متمركزة مؤخرًا في قاعدة دييغو غارسيا، التي تبعد نحو 2,400 ميل عن إيران، إلا أن صور الأقمار الصناعية الأخيرة لم تُظهر وجودًا لها هناك. ما اعتبره خبراء مثل ميليت وباغويل "قطعة ناقصة من اللغز"، وسط توقعات بعودتها للتمركز قريباً، أو انطلاقها من البر الرئيسي الأمريكي في عمليات بعيدة المدى.
 

إيران.. عارية في وجه العاصفة؟
 

مع كل هذه الحشود والتلميحات، يبدو أن إيران تجد نفسها محاصرة جوًا وبحرًا، بينما منشآتها النووية – وخاصة فوردو ونطنز – باتت تحت مجهر الأقمار الصناعية وقبضة المقاتلات الشبح. وكما صرّح المارشال الجوي غريغ باغويل: "لقد جُرّدت إيران من أي وسيلة حقيقية للدفاع عن نفسها. ما تبقى من أوراق بيدها، هو فقط ما تسمح به إسرائيل وأمريكا".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق