أسعار النفط قفزت بنسبة 12% خلال أول 48 ساعة فقط من اندلاع الصراع
في ظل التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، حذّر الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، من تداعيات هذه الحرب التي وصفها بـ"المدمرة" اقتصاديًا، ليس فقط على أطراف النزاع المباشر، بل على الاقتصاد الإقليمي والعالمي برمته.
منطقة الشرق الأوسط مرت بأسبوع بالغ الصعوبة من الناحية السياسية والاقتصادية
وخلال تصريحات تليفزيونية، أوضح بدرة أن منطقة الشرق الأوسط مرت بأسبوع بالغ الصعوبة من الناحية السياسية والاقتصادية على حد سواء، مؤكدًا أن أي نزاع عسكري في العالم، وبخاصة في مناطق استراتيجية مثل المنطقة العربية، لا بد أن ينعكس بشكل فوري وسلبي على الوضع الاقتصادي.
أسعار النفط قفزت بنسبة 12% خلال أول 48 ساعة فقط من اندلاع الصراع
وقال بدرة إن تداعيات الحرب لم تتأخر في الظهور، مشيرًا إلى أن أسعار النفط قفزت بنسبة 12% خلال أول 48 ساعة فقط من اندلاع الصراع، وهو ما يعكس مدى الحساسية التي يتسم بها سوق الطاقة العالمي لأي اضطرابات في هذه المنطقة الحيوية.
وأكد أن هذا الارتفاع ليس نهاية المطاف، بل قد نشهد ارتفاعات متتالية في أسعار الطاقة حال استمرار التصعيد.
ولفت بدرة إلى أن المشهد الدولي لا يزال مثقلًا بتبعات جائحة كورونا، التي أضعفت الاقتصادات وأربكت سلاسل التوريد، وكذلك بالحرب الروسية الأوكرانية التي لم تهدأ بعد، متابعا أن العالم بالكاد بدأ يتعافى تدريجيًا من تلك الأزمات، لتأتي الحرب الجديدة فتلقي بظلال قاتمة على مجمل المشهد الاقتصادي.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن عملية إجلاء الرعايا الأجانب من المنطقة – وعلى رأسهم الأوروبيون والأمريكيون – تعكس مدى القلق الدولي من تطورات هذه الحرب، كما تؤكد أنها قد تتسع رقعتها وتطول آثارها.
ونوّه بدرة بأن التأثيرات الاقتصادية للحرب تتجاوز مسألة ارتفاع أسعار النفط، لتطال معدلات التضخم العالمية، التي قد ترتفع نتيجة زيادات الأسعار المتوقعة في العديد من السلع والخدمات.
التأثيرات الاقتصادية للحرب تتجاوز مسألة ارتفاع أسعار النفط
وأضاف أن تراجع إنتاج المصانع على المستوى الدولي نتيجة اضطراب الإمدادات، وتأثر حركة التجارة والنقل، سيؤدي إلى تباطؤ معدلات النمو في عدد من الاقتصادات الكبرى والناشئة على السواء.
وفي ختام حديثه، شدد على أن حالة عدم اليقين التي تحيط بهذه الحرب تزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي، داعيًا إلى أهمية التحرك الدولي السريع لاحتواء الصراع وتخفيف آثاره، محذرًا من أن الاستمرار في هذا الاتجاه قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية جديدة على نطاق أوسع.
تداعيات ممتدة وحاجة إلى تدخل دولي عاجل
في ضوء المؤشرات الراهنة، يبدو أن الصراع بين إيران وإسرائيل لن يكون مجرد أزمة إقليمية عابرة، بل مقدمة لتقلبات اقتصادية أوسع نطاقًا، فارتفاع أسعار البترول، واضطراب سلاسل الإمداد، وتزايد مخاطر التضخم، جميعها إشارات تنذر بتباطؤ اقتصادي عالمي إن لم يُحتوَ الوضع بسرعة.
ولذا، فإن التدخل الدولي الفاعل لوقف التصعيد بات ضرورة ملحة، ليس فقط لحماية الأرواح، بل أيضًا لتجنيب الاقتصاد العالمي المزيد من الهزات التي قد تعيد العالم إلى مربع الأزمات مرة أخرى.
0 تعليق