السبت 21 يونية 2025 | 01:48 صباحاً

في ظل التصعيد الإقليمي الحاصل والتوتر المتصاعد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، أطلق رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون سلسلة مواقف سياسية واضحة خلال جولة له في وسط بيروت، أكد فيها أن البلاد بعيدة عن شبح الحرب، وأن لا أحد من الأطراف المحلية مستعد أو قادر على خوض مواجهة عسكرية جديدة.

وفي تصريحات أدلى بها من ساحة الشهداء أمام عدد من وسائل الإعلام، شدد الرئيس عون على أن «لا حرب في الأفق»، متسائلًا بواقعية: «من يستطيع اليوم أن يتحمّل كلفة الحرب؟»، وأضاف: «لا أحد في لبنان يريد الحرب»، في موقف يعكس حرصًا واضحًا على حماية البلاد من الانجرار إلى أي نزاع إقليمي، مهما كانت الضغوط الخارجية.

مواقف الرئيس اللبناني ترافقت مع تصريحات مشابهة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال في مقابلة مع قناة MTV: «لبنان لن يدخل الحرب 200%، لأنه لا يملك مصلحة في ذلك»، مشيرًا إلى أن «إيران ليست بحاجة إلى لبنان»، في رد غير مباشر على اتهامات إسرائيلية بمحاولة جرّ بيروت إلى ساحة المواجهة. وأضاف بري أن الخاسر الأول من أي حرب جديدة سيكون لبنان واللبنانيين، في ظل ما يعيشه البلد من أزمة اقتصادية خانقة.

الجولة الميدانية التي قام بها رئيس الجمهورية شملت ساحة الشهداء وساحة النجمة، حيث تفقد أعمال التطوير الجارية، معتبرًا أن «مرحلة جديدة من النهوض بدأت»، ومؤكدًا أن الاستثمار في الاستقرار السياسي والأمني هو المدخل الحقيقي لإعادة بناء البلاد.

ويأتي هذا الحراك السياسي الداخلي في وقت يزور فيه الموفد الأميركي توماس براك بيروت، حيث أجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، حذر خلالها من انزلاق الوضع في الجنوب، وشدد على أهمية التهدئة ومنع أي تصعيد محتمل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

الرسائل السياسية التي حملها عون وبري تعكس إجماعًا رسميًا على التمسك بسياسة النأي بالنفس، ورفض تحويل لبنان إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية، في وقت تُبذل فيه جهود دبلوماسية إقليمية ودولية لمنع توسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

خلاصة:

يبدو أن الموقف الرسمي اللبناني بات أكثر وضوحًا في ظل المتغيرات الإقليمية، حيث تؤكد قيادتاه السياسية، بصوت واحد، أن الحرب ليست خيارًا مطروحًا، وأن الاستقرار هو الأولوية القصوى في مرحلة بالغة الحساسية داخليًا وخارجيًا.