ألقى البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي عظة عيد القيامة المجيد من صرح بكركي، بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، واللبنانية الأولى، إلى جانب عدد من الوزراء والنواب والمسؤولين والفعاليات الروحية والمدنية.
تهنئة رئاسية بعيد القيامة
افتتح البطريرك كلمته بالترحيب بالرئيس والوفد المرافق له، متمنيًا أن يحمل عيد القيامة “نعمة وسلامًا على لبنان وشعبه”، مؤكّدًا دعمه لأمنيات الرئيس التي أعلنها مؤخرًا بمناسبة مرور خمسين عامًا على اندلاع الحرب اللبنانية، وفي مقدّمتها: المساواه بين جميع المواطنين وحصريه السلاح بيد الدولة وتعزيز دور الجيش والقوى الأمنية وتوحيد الصف الوطني
المسيح سلامنا… عظة القيامة دعوة للمصالحة والرجاء
وتناول الراعي في عظته المعاني العميقة للقيامة، معتبرًا إياها “الحدث الأهم في تاريخ البشرية”، لأنّها تؤسّس للسلام والمصالحة الحقيقيّة بين الإنسان والله، وبين الإنسان وأخيه الإنسان.
وأشار إلى أن قيامة المسيح زرعت السلام في القلوب، وجعلتنا “صانعي سلام وسفراء مصالحة”، داعيًا إلى مواجهة العنف، والإرهاب، وعسكرة السياسة، من خلال سلام نابع من الغفران والوحدة الحقيقية.
مصالحة تبدأ من الذات وتمتد إلى الوطن
شدّد الراعي على أن المصالحة الحقيقية تبدأ من داخل الإنسان، بترميم العلاقة مع الله، ثم مع الآخر، ومع المجتمع، مشيرًا إلى أنّ المصالحة يجب أن تمتد أيضًا إلى الساحة السياسية، من خلال إعادة بناء الثقة، وتعزيز الشراكة العادلة في إدارة الدولة.
وقال: “بالمصالحة تخمد الخلافات، وتزول العداوات، وتتبدّل الذهنيات، وتُبنى الوحدة الوطنية.”
القيامة: قلب الإيمان المسيحي
ذكّر البطريرك بأن القيامة هي جوهر الإيمان المسيحي، قائلاً: “لو لم يقم المسيح، لكان إيماننا باطلًا، ولكنّا شهود زور، ولا وجود لكنيستنا.”
كما أشار إلى أن قبر المسيح الفارغ هو حجر الزاوية في الديانة المسيحية، إذ يعبّر عن الانتصار على الموت واليأس، ويمنح الرجاء بقيامة كل إنسان.
من المشاهدة إلى الشهادة
ختم الراعي عظته بالتذكير بدور النساء اللواتي زرن القبر فجر القيامة، وتحولن من مشاهدات إلى شاهدات ومبشّرات بقيامة المسيح، داعيًا الحاضرين إلى حمل رسالة القيامة إلى كل لبنان.
واختتم قائلاً:
“المسيح قام! حقًّا قام!”
0 تعليق