يتساءل الكثير الآن حول كم مرة يجب الحج على المسلم في العمر حيث يعد الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل قادر، ويجب على المسلم أن يؤدي هذه الفريضة مرة واحدة في حياته إذا توفرت لديه الشروط اللازمة ولكن يظل السؤال الأكثر تداولاً بين المسلمين: كم مرة يجب الحج على المسلم في العمر؟.
في هذا التقرير، نقدم لكم تفاصيل هذا الموضوع بشكل موسع، مع الإجابة على هذا السؤال وفقًا للأحكام الشرعية.
كم مرة يجب الحج على المسلم في العمر
الحج فرض مرة واحدة في العمر
وفقًا لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، فإن الحج هو فرض مرة واحدة على المسلم في حياته، ويعتبر واجبًا على المسلم إذا توفرت لديه الشروط التي حددها الله ورسوله.
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
“وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام” (سورة الحج، الآية 27).
وقد ورد في الحديث النبوي الشريف قول النبي صلى الله عليه وسلم: “أيها الناس، قد فرض عليكم الحج، فحجوا” (رواه مسلم).
شروط الحج ووجوبه
يشترط في المسلم أن تتوفر له عدة أمور ليجب عليه أداء الحج.
وهذه الشروط هي:
الإسلام: يجب أن يكون المسلم مسلمًا لكي يجب عليه الحج فلا يكون الحج مفروضًا على غير المسلم.
العقل: يجب أن يكون الشخص عاقلًا لكي يفرض عليه الحج أي أن الحج لا يجب على المجنون.
البلوغ: يجب أن يكون المسلم بالغًا (أي قد وصل إلى سن التكليف الشرعي) حتى يجب عليه أداء الحج.
القدرة البدنية والمالية: يجب أن يتوافر للمسلم القدرة الجسدية والمالية على أداء الحج فإذا كان المسلم غير قادر جسديًا أو ماديًا، فلا يجب عليه الحج وهذا يشمل من يعاني من أمراض مزمنة أو من هو في حالة مالية لا تسمح له بتغطية نفقات الحج.
الأمن والسلامة: يجب أن يكون الطريق إلى مكة آمنًا للمسافر، فالحج لا يجب على من يواجه خطرًا أثناء السفر.
هل يجب الحج أكثر من مرة؟
بينما يظل الحج فرضًا مرة واحدة في العمر، هناك حالات قد يستحب فيها الحج أكثر من مرة، مثل:
الحج التطوعي: يمكن للمسلم أداء الحج أكثر من مرة كحج تطوعي (حج نافلة)، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد حج أكثر من مرة، وكان يوصي صحابته بالحج التطوعي يقول صلى الله عليه وسلم: “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه” (رواه البخاري).
الحج عن الآخرين: يجوز للمسلم أن يؤدي الحج عن غيره من المسلمين الذين لا يستطيعون الحج بسبب المرض أو الشيخوخة أو الوفاة، بشرط أن يكون قد أدى الحج عن نفسه أولاً.
الحج النيابة: في حال وفاة الشخص الذي كان ينوي أداء الحج ولم يتمكن من ذلك، يجوز للمسلم أداء الحج نيابة عنه، كما يمكن للأقارب أداء الحج عن الميت في حالات معينة، مثل ما ذكرنا في الحج التطوعي أو الحج عن الميت.
الحج عن الغير (حج النيابة)
الحج عن الغير جائز إذا كان الشخص الذي يؤديه عاجزًا عن أداء الحج، سواء كان هذا العجز بسبب مرض مزمن أو كبر السن أو الوفاة وفي هذه الحالة، يمكن للآخرين أداء الفريضة نيابة عنه.
لكن يجب أن يتوفر شرط مهم وهو أن يكون الشخص الذي يؤدي الحج عن الغير قد أتم الحج عن نفسه أولاً وكما يُشترط أن يكون الشخص الذي يؤدي الحج عنه ميتًا أو عاجزًا ولا يملك الوسائل المادية أو البدنية لأداء الحج.
هل يمكن أداء أكثر من حج عن نفس الشخص؟
بالتأكيد، يمكن أداء حج عن نفس الشخص أكثر من مرة، بشرط أن يكون قد تم أداء الحج عن الشخص الذي يحتاج النيابة عنه، ومن ثم يمكن أن يؤدي المسلم الحج عنه عدة مرات إذا كان هو نفسه قد أتم فريضة الحج.
الحج والعمرة: الفرق بينهما
يجب أن نوضح هنا أيضًا الفرق بين الحج والعمرة، حيث أن الحج هو فرض مرة واحدة في العمر، أما العمرة فهي سنة مؤكدة ويمكن أداؤها عدة مرات طوال حياة المسلم ويمكن أن يؤدي المسلم العمرة في أي وقت من السنة عدا الأيام التي تكون فيها مناسك الحج ولذا يظل الحج فرضًا محددًا بوقت معين (في أشهر الحج) بينما يمكن أداء العمرة في أي وقت.
الحج في الإسلام وأثره على المسلم
الحج له أثر كبير في حياة المسلم فهو لا يعزز الصلة بين المسلم وربه فحسب، بل يساهم في تعزيز الوحدة بين المسلمين من مختلف أنحاء العالم وكذلك، فإن أداء الحج يساعد في التطهير الروحي والتكفير عن الذنوب.
وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” (رواه البخاري) وهذا الحديث يدل على أن الحج يعد فرصة عظيمة للمسلم لتطهير نفسه من الذنوب.
إن الحج يعد فرضًا على المسلم مرة واحدة في العمر، بشرط أن تتوفر فيه الشروط اللازمة من إسلام، عقل، بلوغ، قدرة مالية وجسدية، وأمان الطريق وأما في حالات الحج النيابي أو التطوعي، يمكن للمسلم أداء الحج أكثر من مرة، بشرط أن يكون قد أدى الحج عن نفسه أولاً ويبقى الحج من أعظم العبادات التي يمكن أن يؤديها المسلم ويكسب بها الأجر العظيم.
0 تعليق