توفي البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم الاثنين، عن 88 عامًا بعد معاناة مع المرض في فترة بابويته خلال الـ 12 عامًا التي قضاها زعيمًا روحيًا للكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
وعانى البابا فرنسيس، طيلة الأشهر القليلة الماضية، مشكلات تنفسية استدعت بقاءه لأكثر من 35 يومًا تحت الملاحظة الطبية المستمرة.
وقال الكاردينال كيفن فاريل عبر قناة الفاتيكان التلفزيونية: «أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ببالغ الحزن والأسى، أعلن وفاة البابا فرنسيس، فعند الساعة 7:35 من صباح اليوم الاثنين، عاد أسقف روما فرنسيس إلى بيت الأب».
البابا فرنسيس تلقى العلاج 5 أسابيع في المستشفى
ومكث البابا الراحل 5 أسابيع في مستشفى جيميلي بروما، حيث تلقى العلاج من التهاب رئوي مزدوج، وغادرها في 23 مارس، ولم يظهر علنا بعدها سوى في 6 أبريل، حينما خرج إلى ساحة القديس بطرس في الفاتيكان على كرسي متحرك، في ختام قداس بمناسبة عام اليوبيل للكنيسة الكاثوليكية.
يذكر أن البابا فرنسيس، هو رأس الكنيسة الكاثوليكية، يعيش في مدينة الفاتيكان – أصغر دولة مستقلة بالعالم – وتحيط بها العاصمة الإيطالية روما، لا يتقاضى راتبًا، لكن الفاتيكان يدفع جميع تكاليف سفره ونفقات معيشته.
طقوس الجنازات البابوية
وعادة ما تكون الجنازات البابوية عبارة عن حدث مُعقد، لكن البابا فرنسيس وافق أخيرًا على خطط لجعل الإجراء بأكمله أقل تعقيدًا، حيث كان السابقون يُدفنون في 3 توابيت متداخلة مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط، أما البابا فرنسيس، فاختار تابوتًا خشبيًا بسيطًا مبطنًا بالزنك.
وألغى البابا “فرنسيس” تقليد وضع جثمان البابا على منصة مرتفعة في كاتدرائية القديس بطرس ليتمكن العامة من رؤيته، وبدلًا من ذلك، سيتم دعوة المعزين لتقديم احتراماتهم، بينما يبقى جثمانه داخل النعش، مع إزالة الغطاء.
وسيكون البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أيضًا أول بابا منذ أكثر من قرن يتم دفنه خارج الفاتيكان، وسيتم دفنه في كنيسة القديسة مريم الكبرى، إحدى الكنائس البابوية الأربع الكبرى في روما.
خليفة البابا فرنسيس
وعادة ما يتم اختيار خليفة بابا الفاتيكان عندما يموت البابا أو يستقيل (كما في الحالة النادرة للبابا بنديكت السادس عشر، عام 2013)، حيث يتم استدعاء الكرادلة إلى اجتماع في الفاتيكان، يليه انعقاد المجمع المغلق، كما تُعرف الانتخابات.
وخلال الفترة ما بين وفاة البابا وانتخاب خليفته، يحكم مجمع الكرادلة الكنيسة، وتجرى الانتخابات بسرية تامة داخل كنيسة سيستين، التي رسمها مايكل أنجلو، ويصوت الكرادلة، كلًا على حدة، للمرشح المفضل حتى يُحدَّد الفائز، وهي عملية قد تستغرق عدة أيام، وفي القرون السابقة، كان التصويت يستمر لأسابيع أو أشهر، حتى إن بعضهم تُوفِّوا في أثناء اجتماعات الكرادلة.
والدليل الوحيد على سير الانتخابات هو الدخان الذي يتصاعد مرتين يوميًا من حرق أوراق اقتراع الكرادلة، بحيث يشير الأسود إلى الفشل، بينما الدخان الأبيض التقليدي يعني اختيار البابا الجديد.
من يختار البابا الجديد؟
ويتم اختيار البابا الجديد من قبل كبار المسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية، المعروفين باسم مجمع الكرادلة، جميعهم رجال، يتم تعيينهم مباشرة من قبل البابا، وعادة ما يتم تعيينهم أساقفة.
وهناك حاليًا 252 من الكرادلة الكاثوليك، 138 منهم مؤهلون للتصويت للبابا الجديد، أما الآخرون فهم أكبر من 80 عامًا، ما يعني أنهم لا يستطيعون المشاركة في الانتخابات، على الرغم من أنهم يستطيعون الانضمام إلى النقاش حول من يجب اختياره.
0 تعليق