ركزت وسائل الإعلام العالمية على التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث يعاني من صعوبة في تفكيك قدرات المقاومة المحلية، فيما يستمر معاناة النازحين بسبب انعدام المناطق الآمنة. هذه التقارير تبرز كيف أصبحت العمليات العسكرية معقدة، مع الاعتماد الشديد على شبكات الأنفاق التي تمنح المقاومة ميزة استراتيجية، مما يعيق الجهود الإسرائيلية. كما أثارت مخاوف منظمات الإغاثة من تفاقم الوضع الإنساني، خاصة مع توقف الإعلان عن مناطق آمنة، مما يزيد من الخطر على حياة المدنيين.
الأزمة في غزة
في تقرير لصحيفة معاريف الإسرائيلية، يُصور القتال في غزة كتحدٍ معقد يتجاوز القدرات العسكرية المتاحة، حيث أظهرت الأشهر الماضية أن تفكيك شبكة المقاومة، مثل حركة حماس، ليس هدفا واقعيًا. الشبكات المتشعبة من الأنفاق تجعل من الصعب منع استخدامها، مما يسمح للمقاومة بإعادة تنظيم صفوفها بسرعة. يقارن التقرير هذه العمليات بمحاولة إفراغ البحر بملعقة، مؤكدًا أن الجهود الإسرائيلية تواجه فشلاً متكررًا. من جانب آخر، يشير تقرير في صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن إسرائيل توقفت عن الإشارة إلى مناطق آمنة، مما أثار قلق المنظمات الإغاثية حول زيادة الخطر على النازحين. كانت هذه المناطق، على الرغم من عدم كونها آمنة تمامًا، معروفة لسكان غزة وعمال الإغاثة، لكن انهيار وقف إطلاق النار أدى إلى اختفائها من الخرائط الرسمية.
أما صحيفة لوموند الفرنسية، فقد ركزت على السلطة الفلسطينية ووصفت وضعها بأنه معقد وغير مرغوب، حيث تتراجع مصداقيتها بسبب الحرب المستمرة في غزة، وتعاني من عجز في تقديم بديل لحكم المقاومة. تنتقد السلطة بشدة بسبب عمليات أمنية يُزعم أنها تجري بالتعاون مع إسرائيل، إضافة إلى أزمة مالية خانقة تتزامن مع توترات متزايدة في المنطقة. هذه التحديات تجعل السلطة عاجزة عن الرد على المتغيرات السريعة.
تحديات الصراع
في السياق الداخلي الإسرائيلي، نشرت صحيفة جيروزالم بوست مقالًا يسلط الضوء على الصراعات داخل المؤسسات الأمنية، حيث يُعترف بأن اتهامات رئيس جهاز الأمن الداخلي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتعلق بتهديدات حقيقية للأمن القومي. يُقال إن الإسرائيليين مدركون لهذه المخاطر، ويُدعى إلى دعم الجهود لاتخاذ خطوات قانونية مناسبة. كما كشف التقرير عن تفاصيل إفادة قدمها الرئيس السابق لجهاز الأمن، والتي تتضمن طلبات من نتنياهو لعرقلة الاحتجاجات ضده وعرقلة مثوله أمام المحكمة. في موضوع متصل، تناولت صحيفة هآرتس زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى الولايات المتحدة، معتبرة إياها تحولًا يتعارض مع أهداف السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. يُشير المقال إلى أن هذه الزيارة قد تؤثر سلبًا على محاولات التوصل إلى اتفاقيات مثل صفقة الأسرى، مما يعكس خلافات واسعة مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
بشكل عام، تكشف هذه التقارير عن تعقيدات الوضع في غزة، حيث يتداخل الجانب العسكري مع التحديات الإنسانية والسياسية، مما يعزز من الحاجة إلى حلول شاملة لتجنب تفاقم الأزمة. يستمر الصراع في إثارة مخاوف دولية، مع تأثيراته على المنطقة بأكملها، حيث يبرز دور الدبلوماسية في مواجهة هذه التحديات المستمرة.
0 تعليق