شهدت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب تراجعًا ملموسًا مع بداية عام 2025، وسط تغيرات جذرية في خريطة الإمدادات.
فقد بلغ إجمالي الواردات نحو 36 مليار متر مكعب خلال الربع الأول من العام الجاري (من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار)، ويمثّل ذلك انخفاضًا قدره 10%، مقارنة بحجم الواردات خلال المدة نفسها من العام الماضي البالغ 40 مليارًا، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)،
وخلال شهر مارس/آذار وحده، استوردت دول الاتحاد الأوروبي 12.5 مليار متر مكعب من الغاز عبر الأنابيب، بانخفاض 11% مقارنة بالشهر نفسه من 2024.
ورغم هذا التراجع على أساس سنوي شهدت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب زيادة على أساس شهري نسبتها 11%، مقارنه بالشهر السابق له، في استجابة طبيعية للنمط الموسمي السنوي الذي يشهد عادة انخفاضًا في الإمدادات خلال فبراير/شباط، إلى جانب عدد أيامه الأقل (28 يومًا).
واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب في 3 أشهر
تواصل واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب السير في مسار متذبذب خلال عام 2025، وجاءت الواردات كلها -كالعادة- من النرويج والجزائر وروسيا وأذربيجان وليبيا، بحسب التقرير الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز.
فقد سجّل معظم مورّدي الغاز إلى الاتحاد الأوروبي زيادات شهرية، لكن النرويج بزرت خلال شهر مارس/آذار بتسجيلها أعلى مستوى شهري للصادرات إلى الكتلة خلال الشهور الـ12 الماضية.
وخلال الربع الأول من عام 2025، سجلت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الجزائري زيادة ملحوظة بنسبة 13% على أساس سنوي، ما جعلها تحتل المرتبة الثانية بين موردي الغاز بعد النرويج.
وكشف التقرير عن أن الجزائر ضخّت كميات إضافية إلى كل من إيطاليا وإسبانيا عبر مسارَيْن رئيسَيْن، مسجلة زيادات سنوية بلغت 13% و12% على التوالي.
في المقابل، شهدت الإمدادات الروسية إلى أوروبا تراجعًا ملحوظًا نتيجة لانتهاء اتفاقية عبور الغاز عبر أوكرانيا بنهاية 2024.
أما صادرات روسيا إلى الاتحاد الأوروبي عبر خط "ترك ستريم" -المسار الحالي الوحيد- فقد ارتفعت بنسبة 16% على أساس سنوي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويوضح الرسم البياني الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب خلال الربع الأول (2025):
واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب حسب الدول
خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار (2025)، استحوذت ألمانيا على ربع واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب، معظمها قادم من النرويج، إلا أن تلك الواردات سجّلت تراجعًا طفيفًا بنسبة 3% مقارنة بالمدة نفسها من العام السابق.
في الجهة المقابلة، كانت إيطاليا تتحرك في الاتجاه المعاكس، إذ زادت وارداتها من شمال أفريقيا بنسبة 8% على أساس سنوي، لتصل إلى 5.4 مليار متر مكعب.
وفي مشهد غير معتاد، سجل شهر مارس/آذار (2025) أول صافي واردات من الغاز المسال المُعاد تغويزه من المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي منذ أكتوبر/تشرين الأول (2024)، عبر شبكات الربط البريطانية.
وفي الاتجاه المعاكس، صدر الاتحاد الأوروبي 0.5 مليار متر مكعب من الغاز إلى المملكة المتحدة عبر خطَي "آي يو كيه- IUK" و"بلغزاند باكتون-BBL".
وبالتوازي مع تراجع واردات الغاز عبر الأنابيب، عوّضت أوروبا هذا النقص بزيادة ملحوظة في واردات الغاز المسال، إذ ارتفعت بنسبة 11.5%، لتصل إلى 25.46 مليون طن (35 مليار متر مكعب) خلال الربع الأول من 2025، مقابل 22.82 مليون طن خلال المدة نفسها من عام 2024، وفقًا لتقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الأول من 2025"، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.
*(مليون طن = 1.360 مليار متر مكعب)
الرسم البياني الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- يرصد حجم واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز المسال على أساس ربع سنوي:
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب من منتدى الدول المصدرة للغاز.
- واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز المسال من وحدة أبحاث الطاقة.
0 تعليق