"سيام" يطلع الفلاحين على آلات ذكية "للزراعة المائية" وترشيد الاستهلاك

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

“إنتاجية أكثر بتكلفة مائية أقل” هي المعادلة التي يحاول عارضون كثر بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، في دورته السابعة عشرة، الإجابة عنها، من خلال تقديم آلات فلاحية متطورة وذكية يوفّر استخدامها أحيانا ما يصل إلى 50 في المائة من حجم المياه ومن المدة الزمنية للسقي.

ويضم قطب “المستلزمات الفلاحية” بالمعرض، الذي يرفع هذه السنة شعار، “الفلاحة والعالم القروي.. الماء في قلب التنمية المستدامة”، كما عاينت هسبريس، آلات تعتمد نظام الزراعة المائية الذكية، حيث “تسمح بزراعة الخضراوات والفواكه داخل أنابيب، خالية من التربة، يتم تمرير ملؤها بالماء بانتظام، مع إمكانية استخدامه مرتين أو ثلاثة”.

كما تشمل هذه الآلات، التي التقطت الجريدة، إبداء كثير من الزوار، الفلاحين على وجه الخصوص، الاهتمام بها وطرح تساؤلات متعددة بشأنها، تلك الخاصة بضبط مدة السقي؛ حيث تقوم بإرسال إشارات إلى الفلاح لحظة استيفاء النبتة أو الشجرة لكميات المياه التي تحتاجها.

زراعة ذكيّة

عثمان أعبيد، عارض مختص في الآلات المبرمجةLes automates programmables، يشارك بآلة للسقي الفلاحي تعتمد “الزراعة المائية الذكية”، أفاد بأن “هذا النوع من الزراعة له إيجابيات عديدة مقارنة بالزراعة في التربة؛ أهمها ترشيد استهلاك المياه في الري، لا سيما أنها بمثل هذه الآلة تساهم في توفير ما يصل إلى 50 في المائة من الموارد المائية، التي يتم استهلاكها في الضيعة الفلاحية عند الزراعة التقليدية”.

ووضّح أعبيد، ضمن تصريح لهسبريس، أن “ترشيد الزراعة المائية للمياه راجع إلى أن اعتمادها يساهم في تقليص الفترة الزمنية التي يحتاجها المحصول للنضوج، وكذا في تخفيض كمية المياه التي تستهلكها النبتة عند السقي”، مُقدّما “مثال نبتة الخس (الخص)، التي تنضج عند الزراعة التقليدية في غضون 70 يوما على الأقل؛ بينما في الزراعة المائية الذكية بالكاد يستعرض نضجها 35 يوما”.

وأضاف العارض ذاته أن “الكمية من نبات الخسّ، التي تستهلك 100 لتر، إذا كانت مزروعة في التربة، تتطلب 10 لترات فقط عند زراعتها في الماء”، مفيدا على صعيد متصل بأن “الزراعة المائية تضاعف عدد الدورات الإنتاجية في السنة خمس مرّات على الأقل”.

لذلك، قال أعبيد إن “الزراعة المائية الذكية مربحة على جميع الأصعدة؛ من ناحية ترشيد المياه وتخفيض أعداد اليد العاملة المطلوبة، وكذا المواد الغذائية التي يتم التطعيم بها في الماء عند البذر في التربة”.

وتابع المصرّح لهسبريس بأن “الآلات التي تتم بها كهذه التي نحن بصددها تجعلها عبارة عن دورة مغلقة، حيث بعد كل 3 إنتاجيات أو 2 حسب الجو يتم استعمال المياه التي وظفت فيها في سقي الأشجار ، خصوصا أنها لا تفقد قيمتها بنسبة كبيرة”.

آلات مُقتصدة

بقطب “المستلزمات الفلاحية”، كذلك رصدت هسبريس عرض آلات فلاحية “تُمكّن من سقي المزروعات والأغراس حسب الكميّات التي تحتاجها، بما يضمن ترشيد استهلاك المياه”.

وقال محمد ألعيود، عارض لبعض هذه الآلات، إن “ما نعرضه من الأخيرة يلقى إقبالا ملحوظا من قبل المزارعين، نظرا لكونها تساعدهم على الاقتصاد في الماء والماء والطاقة”.

وأفاد ألعيود، وهو مسؤول تجاري بشركة إسبانية متخصصة في الآلات الفلاحية، بأن هذه المقاولة، التي “تشارك للمرة العاشرة في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، تعرض بالأساس آلتين؛ إحداهما يدوية وأخرى أوتوماتيكية، على أنهما يشتركان في تغذية الشجرة بطريقة معقلنة، حيث لا تتلقى من المياه إلى بقدر ما تحتاج”.

ووفق ما تضمنته الشروحات المقدمة للزوار، وتم التأكيد لهسبريس، فإن “هذه الآلات يتم استخدامها بشكل متزامن مع لاقطات تكون إلى جوار الأشجار، حيث إنها تمكن من إرسال إشارة إلى الفلاح بأن جذر الشجرة ارتوى حالما يتم ذلك”، موضحا أنه “عوّض سقيها لثلاث ساعات مثلا؛ فإنه يتم سقيها 20 دقيقة ليتوقف السقي ساعة مثلا، ثم يعاد الأمر لتنحصر مدة السقي إجمالا في ساعة”.

“آلة واحدة بإمكانها أن تراقب سقي ضيعة قد تصل مساحتها إلى 300 هكتار في آن واحد”، قال المصرّح، الذي شدد على أنه “في نهاية المطاف نعمل على تكييف المنتوج مع طلب الزبون/ الفلاح”.

وأبرز العارض عينه أن “مثل هذه الآلات والتقنيات تساهم في تعزيز الاقتصاد في الطاقة والماء، خصوصا أن المغرب ـ كما هو معلوم ـ يعاني على غرار باقي دول العالم إشكالية ندرة المياه والتساقطات المطرية”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق