الاربعاء 16 ابريل 2025 | 10:58 صباحاً

صادق مجلس الاتحاد الروسي، الغرفة العليا في البرلمان، اليوم الأربعاء، على معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع إيران، مما يعني دخول الاتفاق حيز التنفيذ رسميًا، حسبما أفادت وكالة "تاس" الروسية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وقّع هذه المعاهدة، التي تمتد لمدة 20 عامًا، مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في يناير الماضي، بهدف تعزيز أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما العسكرية والأمنية.

معاهدة شراكة استراتيجية بين روسيا وإيران

تنص المعاهدة على التزام الطرفين بالتشاور والتعاون في مواجهة التهديدات العسكرية والأمنية المشتركة، بالإضافة إلى إجراء تدريبات عسكرية مشتركة، سواء داخل أراضيهما أو خارجها.

وتأتي هذه الخطوة في وقت يثير فيه التعاون العسكري بين موسكو وطهران قلقًا متزايدًا لدى الدول الغربية، التي أعربت عن احتجاجها الشديد، خصوصًا في ظل استخدام روسيا لطائرات مسيّرة إيرانية من طراز "شاهد" في حربها ضد أوكرانيا.

وكان مجلس الدوما الروسي، قد صادق أمس الثلاثاء على المعاهدة ذاتها، في إطار مساعي موسكو إلى تعزيز علاقاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية مع طهران، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

مخاوف غربية من المعاهدة الروسية الإيرانية

يأتي هذا التوجه وسط تصاعد التوترات بين إيران والدول الغربية، بينما تسعى روسيا إلى تكثيف تحركاتها الدبلوماسية، في وقت تواصل فيه هجومها العسكري على الأراضي الأوكرانية.

ورغم الانتقادات الغربية، شهد التعاون العسكري بين روسيا وإيران توسعًا ملحوظًا خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث تتهم كييف وحلفاؤها الغربيون إيران بتزويد موسكو بأسلحة، من بينها الطائرات المسيّرة التي تُستخدم في النزاع الأوكراني.

وبموجب المعاهدة، التزم الجانبان بمساعدة بعضهما في التصدي للتهديدات الأمنية، إلا أن الاتفاق لم يرتقِ إلى مستوى التحالف الدفاعي الكامل، كما هو الحال في الاتفاق الموقع العام الماضي بين روسيا وكوريا الشمالية.

وفي توضيح أمام مجلس الدوما، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أندري رودينكو أن توقيع المعاهدة لا يشكل تحالفًا عسكريًا مع إيران، ولا يتضمن التزامات متبادلة بالمساعدة العسكرية، موضحًا أن النص ينص صراحة على أنه "في حال تعرّض أحد الطرفين لعدوان، فإن الطرف الآخر لن يقدم الدعم للمعتدي".