مصر: حكم على وائل غنيم في قضية سب وقذف تركي آل الشيخ

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محكمة القاهرة الاقتصادية أصدرت حكماً يوم السبت بإدانة الناشط المصري وائل غنيم بالحبس لمدة ستة أشهر، بالإضافة إلى فرض غرامة مالية قدرها 20 ألف جنيه مصري. هذا الحكم جاء نتيجة اتهامه بارتكاب جرائم السب والقذف بحق تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، من خلال تدوينة نشرها غنيم عبر منصة “إكس” في 12 أكتوبر 2024. التدوينة، التي انتشرت بشكل واسع، حوّلت الأمر إلى قضية عامة، حيث اعتبرت أنها تضمنت ألفاظاً مسيئة تهدد سمعة المجني عليه وتسيء إلى اعتباره الشخصي. في السياق نفسه، قررت المحكمة منح كفالة بقيمة ألف جنيه لتعليق تنفيذ الحكم مؤقتاً، في انتظار الطعن عليه أمام محكمة الاستئناف، مما يمنح غنيم فرصة للدفاع عن نفسه بشكل أكبر.

حكم على وائل غنيم

في تفاصيل الحادثة، بدأت القضية عندما تقدم محامو تركي آل الشيخ ببلاغ رسمي إلى الجهات المختصة، متهمين غنيم بالتعدي على شخصية آل الشيخ من خلال المنشور المذكور. هذا المنشور لم يكن مجرد تعليق عابر، بل تم اعتباره عمداً في إزعاج ومضايقة المجني عليه، حيث استخدم غنيم وسائل الاتصالات الرقمية لنشر ألفاظ غير أخلاقية. النيابة العامة، بدورها، وجهت اتهامات مباشرة لغنيم بموجب قوانين العقوبات وتنظيم الاتصالات في مصر، مشددة على أن هذه الأفعال تعد انتهاكاً واضحاً للقوانين المتعلقة بحماية السمعة والخصوصية. يُذكر أن غنيم، الذي يُعرف بنشاطه السياسي والاجتماعي، كان قد شارك في العديد من الحملات الإلكترونية السابقة، مما جعل هذه القضية تثير نقاشات واسعة حول حرية التعبير في العصر الرقمي مقابل احترام حقوق الآخرين.

إدانة الناشط المصري

مع تطور القضية، طالبت دفاع آل الشيخ بفرض أقصى العقوبات الممكنة على غنيم، معتبرين أن تصرفاته كانت متعمدة ومخططة لإلحاق الضرر. كما اقترحوا فرض تعويض مدني مؤقت يصل إلى 200 ألف جنيه، لتعويض الإساءة التي لحقت بسمعة آل الشيخ ومكانته الاجتماعية. هذا الطلب يعكس الجدية التي تم التعامل معها للقضية، حيث ركزت الدعوى على كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للإساءة، مما يفتح الباب لمناقشات أوسع حول التوازن بين حرية الرأي والمسؤولية الأخلاقية. في الواقع، أصبحت قضايا السب والقذف عبر الإنترنت أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة، خاصة مع انتشار المنصات الرقمية، وتشكل تحدياً للقضاء في ضمان حماية الأفراد دون تقييد الحريات. غنيم نفسه، كشخصية عامة، قد يواجه تداعيات هذا الحكم على مسيرته المهنية والاجتماعية، حيث كان قد لعب دوراً بارزاً في ثورة يناير 2011، مما يجعل هذه القضية ليست مجرد نزاع شخصي بل تعكس التوترات الاجتماعية الأوسع في المنطقة. من جانب آخر، يُلاحظ أن مثل هذه الحالات تبرز أهمية التشريعات المتعلقة بالتواصل الرقمي، حيث يجب على المستخدمين مراعاة الحدود القانونية لتجنب الوقوع في مشكلات مشابهة. في الختام، يبقى مصير غنيم معلقاً على الاستئناف، الذي قد يغير مسار القضية بالكامل، مع التركيز على أن مثل هذه الأحداث تذكرنا بضرورة التوازن بين حرية التعبير والاحترام المتبادل في مجتمع متصلاً رقمياً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق