دبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 فبراير 2024

شهد البنك العربي المتحد، أحد أبرز المؤسسات المصرفية في الإمارات العربية المتحدة، قفزة كبيرة في مكاسبه خلال الربع الرابع من عام 2023، حيث ارتفع الربح الصافي بنسبة 49% ليصل إلى 102 مليون دولار أمريكي. هذه الزيادة الهائلة تعكس التحولات الإيجابية في قطاع الخدمات المالية وتأكيدًا على استراتيجيات البنك الناجحة في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

خلفية الإنجاز

يُعد البنك العربي المتحد، الذي يعمل منذ عقود في منطقة الخليج، من أكبر البنوك في الإمارات، حيث يقدم مجموعة واسعة من الخدمات المصرفية مثل الإقراض، التمويل، الخدمات الرقمية، والاستثمارات. في السنوات الأخيرة، ركز البنك على تعزيز دوره في الاقتصاد الرقمي وتوسيع نطاق عملائه، مما ساهم في تحقيق نمو مستدام. وفقًا لتقرير البنك الصادر مؤخرًا، بلغ الربح الصافي في الربع الرابع من عام 2022 حوالي 68.5 مليون دولار، ليشهد ارتفاعًا ملحوظًا هذا العام.

أسباب القفزة في المكاسب

يعزي خبراء القطاع هذه الزيادة الكبيرة إلى عدة عوامل رئيسية. أولها، الانتعاش الاقتصادي في الإمارات بعد جائحة كورونا، حيث شهدت القطاعات مثل السياحة، العقارات، والتجارة نموًا سريعًا، مما عزز من أنشطة الإقراض والتمويل لدى البنك. كما ساهمت الاستراتيجيات الرقمية في جذب عملاء جدد وزيادة الكفاءة التشغيلية، حيث أعلن البنك عن استثمارات كبيرة في التكنولوجيا المالية (FinTech) لتسهيل الخدمات عبر المنصات الإلكترونية.

في تصريح لوسائل الإعلام، قال الرئيس التنفيذي للبنك العربي المتحد، السيد أحمد الخليفي: "نحن فخورون بهذه النتائج الاستثنائية، التي تعكس التزامنا بتقديم خدمات متميزة وتكييف استراتيجياتنا مع التغييرات الاقتصادية. هذه القفزة لم تكن محض صدفة، بل نتيجة لجهود فريقنا في تعزيز الابتكار والاستدامة". وأضاف أن البنك يهدف إلى مواصلة النمو في السنوات القادمة من خلال التركيز على الفرص الاستثمارية في الاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة.

التأثير على السوق والمستثمرين

تأتي هذه الزيادة في وقت يشهد فيه سوق الأسهم في الإمارات ارتفاعًا عامًا، مدعومًا بسياسات الحكومة لتعزيز الاقتصاد غير النفطي. ارتفع سهم البنك العربي المتحد في بورصة أبوظبي بنسبة 15% بعد إعلان النتائج، مما يعكس ثقة المستثمرين بالأداء المالي للبنك. وفقًا لمحللين في شركة ديليويت، فإن هذا الارتفاع يمكن أن يشجع المنافسين في القطاع على تبني استراتيجيات مشابهة، مما يعزز من تنافسية السوق المالي في المنطقة.

من جانب آخر، أكد الخبراء أن هذه النتائج تعزز من دور البنوك في دعم التنمية الاقتصادية، خاصة مع تزايد الطلب على الخدمات المالية في ظل التحول الرقمي. ومع ذلك، حذروا من مخاطر التقلبات الاقتصادية العالمية، مثل ارتفاع معدلات الفائدة أو الاضطرابات الجيوسياسية، التي قد تؤثر على الاستمرارية.

نظرة إلى المستقبل

يبدو أن البنك العربي المتحد جاهز لمواصلة مسيرة النجاح، حيث يخطط لإطلاق خدمات جديدة في مجال التمويل الأخضر والتكنولوجيا المالية. وفقًا لتوقعات الخبراء، من المحتمل أن يشهد البنك نموًا أكبر في عام 2024، مدعومًا باستراتيجية توسعية تهدف إلى الوصول إلى أسواق جديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

في الختام، تشكل قفزة مكاسب البنك العربي المتحد إلى 102 مليون دولار دليلاً واضحًا على قوة الاقتصاد الإماراتي وكفاءة القطاع المصرفي. هذا الإنجاز ليس فقط فوزًا للبنك، بل يعكس أيضًا الثقة المتزايدة في مستقبل المنطقة الاقتصادي.

المصادر: تقارير البنك العربي المتحد، وكالات الأنباء، وتحليلات سوقية.