في إطار أجواء الثقافة والإبداع التي يشهدها معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يُعد من أبرز المنصات الثقافية في المنطقة، شارك الشاعر الإماراتي البارز عبدالله بلحيف في أمسية شعرية حية، أثبتت من خلالها قيمة الشعر كوسيلة للتعبير عن الهوية والتراث. الأمسية، التي أقيمت في إحدى القاعات الرئيسية للمعرض، جمعت بين جمهور من محبي الأدب والشعر، وكانت فرصة لعرض كنوز الشعر العربي الحديث.
سيرة مختصرة لعبدالله بلحيف
عبدالله بلحيف، الشاعر الإماراتي المولود في العاصمة أبوظبي، يُعتبر من أبرز الأصوات الشعرية في الخليج. بدأ حياته الأدبية منذ سنوات الشباب، متأثرًا بالتراث الشعبي الإماراتي والتجربة الحياتية اليومية. أصدر بلحيف عدة دواوين شعرية، من أبرزها "أنفاس الرمال" و"أغاني البحر"، التي تتناول مواضيع مثل الطبيعة، الهوية الوطنية، والتغيرات الاجتماعية. حصل على جوائز أدبية مرموقة، بما في ذلك جائزة الشعر الإماراتية، مما يعكس تميزه في استخدام اللغة العربية الفصحى مع لمسات شعبية تجعل أشعاره قريبة من الجميع. يُعرف بلحيف بأسلوبه الفريد، الذي يمزج بين الشعر الكلاسيكي والحديث، مستوحى من الإرث الثقافي الإماراتي.
تفاصيل الأمسية الشعرية
أقيمت الأمسية في اليوم الثالث من فعاليات معرض أبوظبي للكتاب، الذي يستمر لعدة أيام ويجمع بين المئات من الناشرين والكتاب من مختلف أنحاء العالم. بدأت الأمسية بقراءة بلحيف لقصيدة جديدة بعنوان "ذكريات الرمال"، التي تروي قصة الحياة في الصحراء الإماراتية وتحولاتها مع التقدم الحضاري. استمر الحدث لأكثر من ساعة، حيث قدم الشاعر مجموعة من قصائده المنشورة سابقًا، إلى جانب نصوص غير منشورة، مما أعطى الجمهور لمحة عن تطور أسلوبه الفني.
كان الجو في القاعة مشحونًا بالحماس، حيث تفاعل الجمهور مع بلحيف بشكل مباشر. بعد قراءة كل قصيدة، كان يتاح وقت للنقاش والأسئلة، مما سمح للحاضرين بالتعبير عن إعجابهم بطريقة الشاعر في صياغة الكلمات. قال بلحيف في كلمة افتتاحية: "الشعر هو جسور بين الماضي والحاضر، وأنا سعيد بأن أكون هنا لأشارك في هذا الحدث الذي يحتفل بالكلمة المكتوبة". الأمسية لم تكن مجرد عرض شعري، بل كانت جلسة تفاعلية شملت مشاركة بعض الشعراء الشباب من الجمهور، مما أكد على دور مثل هذه الفعاليات في تعزيز الجيل الجديد من الأدباء.
أهمية الحدث في سياق ثقافي أوسع
معرض أبوظبي للكتاب يُعد منبرًا دوليًا للتبادل الثقافي، ومشاركة عبدالله بلحيف فيه تبرز دور الشعراء في الحفاظ على التراث المحلي وسط التغيرات العالمية. في عصر التكنولوجيا السريع، مثل هذه الأمسيات تعيد إلى الأذهان قيمة الشعر كأداة للتعبير عن الهوية الوطنية والاجتماعية. بلحيف نفسه أكد على أن الشعر يساعد في توثيق التجارب الإنسانية، خاصة في المنطقة الخليجية حيث يتداخل التراث مع الحداثة.
تشهد مثل هذه الفعاليات ارتفاعًا في الاهتمام، حيث جمع الجمهور مزيجًا من الشباب والكبار، بما في ذلك زوار من خارج الإمارات. وفقًا لمنظمي المعرض، ساهمت أمسيات مثل هذه في زيادة المبيعات لدواوين الشعر المحلية، مما يعزز من صناعة الكتاب في الإمارات.
خاتمة: استمرارية الإرث الشعري
أمسية عبدالله بلحيف في معرض أبوظبي للكتاب لم تكن مجرد حدث فني، بل كانت تذكيرًا بأهمية الثقافة في بناء المجتمع. من خلال شعره، يستمر بلحيف في إلهام الأجيال الجديدة، متحديًا التحديات المعاصرة بكلمات تلامس الروح. يأمل الجميع في رؤية المزيد من الفعاليات المشابهة، التي تعزز التواصل بين الشعراء والجمهور، وتساهم في تعزيز الإرث الأدبي العربي.
في النهاية، يبقى عبدالله بلحيف رمزًا للإبداع الإماراتي، ومشاركته هذه تكرس دور معرض أبوظبي كمنصة عالمية للفنون. إذا كنتم محبين للأدب، فإن مثل هذه الأحداث فرصة لا تفوت لاستكشاف كنوز الشعر المحلي.
0 تعليق