خارطة الطريق المنتظرة: وزير خارجية سوريا في مواجهة مباشرة مع واشنطن

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تطور دبلوماسي بارز وغير مسبوق منذ أكثر من عقد، يلتقي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، اليوم الثلاثاء، بمسؤولين كبار من وزارة الخارجية الأميركية في نيويورك، في مسعى جديد لفتح نافذة تفاوض مع واشنطن حول تخفيف العقوبات المفروضة على دمشق منذ سنوات الحرب.

وأكد مصدران مطلعان أن الشيباني الذي يزور الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، سيطلب من الإدارة الأميركية تقديم خارطة طريق واضحة وجدول زمني لتخفيف العقوبات بشكل دائم، في ظل ضغوط اقتصادية خانقة تمر بها سوريا بعد 14 عامًا من النزاع.

 أول لقاء رسمي على الأراضي الأميركية

تكتسب هذه المحادثات أهمية مضاعفة كونها المرة الأولى التي يجتمع فيها وزير خارجية سوري مع مسؤولين أميركيين على الأرض الأميركية منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.

وسبق أن سلمت ناتاشا فرانشيسكي، نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، قائمة شروط إلى الشيباني خلال لقاء سابق في بروكسل الشهر الماضي، تتضمن 8 مطالب أميركية رئيسية، من أبرزها: تدمير ما تبقى من مخزونات الأسلحة الكيميائية، وضمان عدم تولي أجانب مراكز قيادية في الحكومة السورية الجديدة.

 العقوبات تُثقل كاهل الاقتصاد السوري

سوريا التي تقودها الآن حكومة انتقالية بعد سقوط النظام السابق لبشار الأسد، تعاني من أزمات اقتصادية خانقة، مع انهيار الليرة السورية وتفاقم نسب الفقر والبطالة. ويؤكد الشيباني، وفق مصادر دبلوماسية، أن بلاده بحاجة إلى "تخفيف فوري ودائم" للعقوبات من أجل إطلاق عملية إعادة الإعمار بشكل فعّال.
 

الإعفاءات الجزئية التي قدمتها واشنطن بداية العام الجاري لم تؤتِ أُكلها، مما دفع الحكومة السورية إلى الضغط عبر القنوات الدبلوماسية لإعادة فتح الملف على أعلى مستوى سياسي.

 دمشق تطالب بجداول زمنية واضحة

بحسب أحد المصادر، فإن دمشق لا تكتفي بالتصريحات أو الإعفاءات المؤقتة، بل تريد رؤية التزامات ملموسة من الولايات المتحدة تتضمن تواريخ ومراحل متدرجة لرفع العقوبات مقابل التقدم في الملفات المتنازع عليها، وعلى رأسها ملف الأسلحة الكيميائية، والعلاقات مع الجماعات المدعومة من إيران، وموقف سوريا من العملية السياسية في المنطقة.

في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، شدد وزير الخارجية السوري على أن "القيود المفروضة منذ عهد النظام السابق تعاقب اليوم الشعب السوري قبل أن تعاقب أي جهة أخرى"، داعيًا إلى إعادة تقييم أثر هذه الإجراءات "التي أصبحت عقابًا جماعيا لبلد أنهكته الحرب".

كما لم يفوت الشيباني الفرصة لتأكيد موقف سوريا التقليدي من القضية الفلسطينية، معربًا عن تضامن بلاده مع أهالي غزة وإدانته للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.

يبدو أن لقاء اليوم قد يحدد معالم المرحلة المقبلة من العلاقات السورية الأميركية. فواشنطن تدرك أن استمرار الحصار الاقتصادي قد يُغذي تحالفات إقليمية غير مرغوبة، بينما ترى دمشق أن أي تنازل دون مقابل واضح سيكون مكلفًا داخليًا.

وفي ظل الانقسامات الإقليمية، والضغوط الأميركية لإعادة رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط، يصبح الملف السوري اختبارًا جديدًا لقدرة الدبلوماسية على تفكيك عقدة عمرها أكثر من عقد.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق