الجلوكوما الخلقية هي حالة نادرة تصيب عيون الأطفال الرضع، وتُعرف أيضًا بـ “مياه الزرقاء الخلقية”، حيث تؤدي إلى ارتفاع ضغط العين بسبب عدم تصريف السوائل بشكل صحيح. هذه الحالة، على الرغم من ندرتها، يمكن أن تسبب أضرارًا دائمة للعصب البصري إذا لم تُعالج مبكرًا، مما يجعل التشخيص والتدخل السريعان أمرًا حيويًا للحفاظ على رؤية الطفل.
الجلوكوما الخلقية: تعريف وأسباب
الجلوكوما الخلقية هي عيب خلقي يحدث في العين عند الولادة أو في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يفشل الجهاز الذي يُخرج السوائل من العين، مثل الشبكة التربيقية، في النمو بشكل طبيعي. هذا العطب يؤدي إلى تراكم السوائل داخل العين، مما يزيد من الضغط ويضر بالعصب البصري، وقد يسبب تغيرات هيكلية مثل تضخم القرنية أو تعكرها. غالبًا ما تكون هذه الحالة وراثية، حيث تتطور أثناء نمو الجنين، لكنها قد تظهر لاحقًا إذا كانت أقل شدة. عوامل الخطر تشمل مشكلات في نمو العين، وغالباً ما تكون مرتبطة باضطرابات وراثية أخرى، مما يجعل الوقاية أمرًا صعبًا. سرعة تطور الحالة تعتمد على درجة العيب وكمية السائل المتراكم، مما يؤثر على مدى التأثير على البصر.
أعراض مياه الزرقاء الخلقية
من بين الأعراض الشائعة لمياه الزرقاء الخلقية، نجد عيون دامعة بشكل مستمر، وحساسية شديدة تجاه الضوء، بالإضافة إلى تشنج الجفن الذي يظهر كارتعاش غير قابل للسيطرة. قد يلاحظ الأهالي أيضًا تضخم مقلة العين أو تغير لونها نحو اللون الأزرق، إلى جانب تبييض أو تعكر القرنية، مما يشير إلى زيادة الضغط داخل العين. عادةً، تظهر هذه العلامات في كلا العينين، لكنها قد تكون موجودة في عين واحدة فقط. هذه الأعراض قد تكون غير واضحة في البداية، خاصة إذا كانت الحالة خفيفة، مما يؤخر التشخيص. من المهم ملاحظة أي تغيير في سلوك الطفل، مثل الاستياء من الضوء أو البكاء الزائد، لأنها قد تشير إلى مشكلة أكبر تتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا.
أما عن أنواع الجلوكوما الخلقية، فهي تُصنف بناءً على عمر الظهور الأولي، مثل النوع الذي يظهر عند الولادة أو خلال الشهر الأول، والآخر الذي يتطور في السنتين الأولى من العمر. كما يمكن تصنيفها إلى أنواع أولية، التي تحدث بمفردها دون عيوب أخرى، أو ثانوية، المرتبطة باضطرابات وراثية أخرى. فيما يتعلق بالعلاج، يعتمد الأمر بشكل أساسي على الجراحة لإصلاح العيب وتحسين تصريف السوائل، حيث تكون هذه الخيار الأمثل عند إجرائها مبكرًا. في بعض الحالات، تستخدم الأدوية لتخفيف الضغط قبل أو بعد الجراحة، وقد تكفي وحدها في حالات أقل تعقيدًا. أما بالنسبة لنجاح العلاج، فغالبًا ما يؤدي إلى خفض الضغط ووقف التلف، مما يسمح للطفل بتحقيق رؤية طبيعية نسبيًا إذا تم التدخل قبل أن يحدث ضرر كبير. قد يحتاج بعض الأطفال إلى دعم إضافي، مثل العدسات التصحيحية، لتعزيز النتائج طويلة الأمد. بشكل عام، التركيز على التحقق الدوري من صحة العيون لدى الأطفال يساعد في اكتشاف مثل هذه الحالات النادرة مبكرًا، مما يحسن فرص الشفاء ويحمي البصر.
0 تعليق