تنفيذ حكم الإعدام تعزيرًا على مروج “إمفيتامين” في نجران.. تذكير بمكافحة الفساد

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الفساد في الأرض يمثل خطرًا كبيرًا يهدد التوازن الإلهي الذي وضعه الله تعالى للحياة. يدعونا الوحي القرآني إلى الحذر من أي أفعال تؤدي إلى الإفساد، حيث يُؤكد على ضرورة الحفاظ على الإصلاح بعد تحقيقه. هذه الدعوة ليست مجرد نصيحة بل تُمثل أمرًا ربانيًا يرتبط بالمصير الأخلاقي والاجتماعي للإنسان. ففي كل زاوية من حياتنا، سواء كانت اقتصادية أو بيئية أو اجتماعية، يجب أن نقاوم الانجراف نحو ما يعطل الاستقرار، مستذكرين أن الله لا يقبل إلا بالأعمال الصالحة التي تعزز السلام والعدالة.

تحريم الفساد في الأرض

في القرآن الكريم، يأتي التحذير من الفساد بشكل واضح ومباشر، كما في قوله تعالى: “وَلَا تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا”. هذا النص يُذكرنا بأن الإصلاح ليس حالة عابرة، بل يجب الحرص على صيانته ضد أي محاولات للإفساد. كما يُكمل هذا بقوله تعالى: “وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”، مما يوضح كره الله لمن يسعى إلى الفوضى والظلم. الفساد هنا ليس مقتصرًا على السرقة أو القتل، بل يشمل أي شكل من أشكال التخريب، سواء كان في البيئة بالتلوث، أو في المجتمع بالفساد الأخلاقي، أو في الاقتصاد بالرشوة والإفساد. هذه الآيات تُشكل دعوة للوعي الجماعي، حيث يلزم كل فرد مسؤولية في الحفاظ على التوازن، فالفساد يؤدي إلى تفكك المجتمعات وفقدان الأمن. وفي سياق أوسع، يُذكر الله تعالى: “وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَاد”، مما يعزز فكرة أن الفساد يتنافى مع صفات الله ومبادئه، ويُعد إعلانًا عن عدم قبوله له في أي صورة. هذا التحريم يدفعنا إلى التأمل في سلوكياتنا اليومية، مثل الحرص على التعامل العادل مع الآخرين، والحفاظ على الموارد الطبيعية، لأن الفساد، مهما كان صغيرًا، يمكن أن ينتشر كالنار في الهشيم.

الإفساد والعقاب

عندما يتجاوز الإنسان الحدود ويجاهر بالفساد، فإن العقاب الإلهي يصبح حتميًا، كما في قوله تعالى: “إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”. هنا، يُبرز القرآن أن الإفساد ليس مجرد خطأ شخصي، بل هو حرب ضد الله ورسوله، مما يستدعي عقابًا شديدًا يتناسب مع خطورة الجريمة. هذا العقاب يشمل القتل، أو الصليب، أو قطع الأطراف، أو الإبعاد من الأرض، وهو ليس انتقامًا بل وقاية للمجتمع من انتشاره. في الواقع، هذا النص يُذكرنا بأن الفساد يؤدي إلى خسران مزدوج: خسران في الدنيا من خلال العقوبات الدنيوية، وخزي أكبر في الآخرة مع عذاب شديد. لكن هذا التحذير ليس للإرهاب، بل للإصلاح، حيث يدعونا إلى التوبة والرجوع إلى الصراط المستقيم قبل فوات الأوان. في عصرنا الحالي، حيث ينتشر الفساد في شكل حروب، وفساد مالي، وتلوث بيئي، يجب أن نأخذ هذه الدروس كمرشد لإصلاح أنفسنا ومجتمعاتنا. فالوقاية من الفساد تبدأ بالتعليم والتربية، حيث يتعلم الأجيال القادمة أن الإصلاح هو السبيل الوحيد للسعادة الحقيقية. ومع ذلك، يظل الله غفورًا رحيمًا، يقبل التوبة من العباد، مما يعطي فرصة لكل من ارتكب خطأ أن يعود إلى الطريق الصحيح. بهذا، يصبح القرآن دليلًا حيًا لمواجهة التحديات المعاصرة، معلمنا أن السلام والعدل هما الأساس لكل إصلاح دائم. في نهاية المطاف، من يلتزم بمنع الفساد يبني عالمًا أفضل، مليئًا بالرحمة والاستقرار، مستجيبًا لأوامر الله الربانية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق