حرب السماء.. صراع التفوق بين نظامي S-400 وHQ-9 في سماء الهند وباكستان

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشهد منطقة جنوب آسيا واحدة من أكثر حالات التوتر الاستراتيجي تعقيدًا، حيث تقف الهند وباكستان على حافة صراع دائم تغذيه الموروثات التاريخية، وتغذيه ترسانات عسكرية متطورة تتصاعد وتيرة تحديثها باستمرار. 

وفي حال اندلاع مواجهة عسكرية بين الدولتين النوويتين، ستكون معركة التفوق الجوي العامل الحاسم في ترجيح كفة أحد الطرفين. وبشكل خاص، فإن أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، مثل S-400 الروسية وHQ-9 الصينية، تُمثل عنصرًا فارقًا في معادلة السيطرة الجوية.

خلفية الصراع الجوي:

المواجهة الجوية القصيرة بين الهند وباكستان في فبراير 2019 كانت بمثابة جرس إنذار للطرفين بشأن ثغراتهما في الدفاع الجوي. فقد خسرت الهند مقاتلة ميغ-21 وأسرت باكستان طيّارها، وهو ما شكّل إحراجًا لنيودلهي رغم تفوقها العددي والتكنولوجي العام. ومنذ ذلك الحين، اندفعت الدولتان لتحديث قدراتهما الدفاعية والجوية.

الأنظمة الدفاعية المتقدمة: S-400 vs HQ-9

1. نظام HQ-9 الباكستاني:


استلمته باكستان من الصين عام 2021، وهو مشتق تقنيًا من النظام الروسي S-300، ويشمل نسخًا متعددة، أبرزها HQ-9B وHQ-9P.
رغم تطوره، لا يتجاوز مدى النسخة P نحو 125 كم، بينما يمكن لبعض النسخ المتقدمة الاشتباك مع أهداف على مسافة 250 كم. ومع ذلك، فإن مدى الاشتباك العملي ضد الأهداف المناورة كصواريخ كروز والطائرات الشبحية يُعتقد أنه أقل بكثير، مما يحدّ من فعاليته في مواجهة هجمات دقيقة أو مركّبة.

2. نظام S-400 الهندي:


استلمت الهند أولى وحداته في ديسمبر 2021 بعد صفقة ضخمة بقيمة 5.43 مليار دولار مع روسيا. النظام يتمتع بقدرات رصد تصل إلى 600 كم، ونطاق اشتباك يتراوح بين 40 و400 كم بفضل صواريخه الأربعة المتعددة المهام، ومنها 40N6 بعيد المدى و9M96E المخصص للأهداف المناورة.

في أول اختبار حقيقي له خلال مناورات عام 2024، حقق النظام نسبة نجاح بلغت 80% في إسقاط الأهداف المحاكاة، مما يشير إلى مستوى دمج متقدم في العقيدة العسكرية الهندية.

المقارنة التقنية:

التحديات والخفايا:

رغم تفوق نظام S-400، إلا أن وجود دول كالصين وتركيا ضمن مشغليه يضعف ميزته الاستراتيجية المطلقة، إذ من المحتمل أن تمتلك هذه الدول معلومات دقيقة عن نقاط ضعف النظام قد تتقاسمها مع باكستان.

من جانب آخر، فقد كشفت الحرب الروسية الأوكرانية أن S-400 ليس منيعًا، حيث تمكنت أوكرانيا من اختراقه وتدمير بعض وحداته، مما يكشف عن ثغرات في كشف الأهداف منخفضة البصمة مثل المسيّرات والصواريخ المتقدمة.

ترافق أنظمة الدفاع الجوي أنظمة هجومية متقدمة، فالهند أدخلت مقاتلات رافال الفرنسية المجهزة بصواريخ ميتيور بعيدة المدى، ما منحها تفوقًا هجوميًا يتكامل مع قدرة دفاعها الجوي. في المقابل، لا تزال باكستان تعتمد على مقاتلات JF-17 وصواريخ PL-15 الصينية، وهي أقل قدرة نسبيًا.

رغم وجود نظامي دفاع جوي قويين لدى الطرفين، إلا أن الميزان يميل بوضوح نحو الهند من حيث المدى، المرونة، والتكامل العملياتي بين الدفاع والهجوم. إلا أن فعالية أي نظام تظل رهينة لطبيعة المعركة، وتوقيت الضربة، والمفاجأة التكتيكية. كما أن الدعم الخارجي، كالتنسيق الاستخباراتي أو الإلكتروني، سيشكل العامل الخفي الذي قد يقلب المعادلة في أي وقت.


التفوق الجوي بين الهند وباكستان لا تحسمه الأنظمة وحدها، بل القدرة على دمجها ضمن استراتيجية دفاعية وهجومية متكاملة، والاستفادة من حلفاء يمتلكون أسرار العدو أكثر من الأسلحة نفسها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق