غروسي يدعو لاتفاق فوري.. وطهران تتهمه بالعرقلة

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تطورات الاتفاق النووي الإيراني

في ظل التوترات الدولية المتصاعدة، يواجه المشهد النووي الإيراني تحديات كبيرة، حيث توقفت الجولة الرابعة من المفاوضات بين طهران والولايات المتحدة، مما أدى إلى تبادل اتهامات حادة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران. يبرز ذلك التناقض في الرؤى حول مستقبل الاتفاق النووي، مع تسريع التطورات على الساحة الدولية. المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أكد أن التوصل إلى اتفاق أمر أولوية، محذراً من عواقب فشله التي قد تؤدي إلى أزمة كبيرة أو حتى صراع عسكري. وصف غروسي إيران بأنها أظهرت جدية في المفاوضات، معتبراً أن الاتفاق المقترح قد يكون أبسط من اتفاق 2015، لكنه عبر عن قلق تجاه مستوى تخصيب اليورانيوم لدى إيران، الذي يفوق ما يملكه أي دولة غير نووية أخرى.

التفاعلات الدولية حول البرنامج النووي

من جانبها، نفت إيران بعض الادعاءات، حيث نشرت صحيفة طهران تايمز تقريراً يتهم غروسي بعرقلة المفاوضات تحت ضغط من الترويكا الأوروبية، معتبرة أن معلوماته غير دقيقة تهدف إلى تشكيك في الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني. وفق الصحيفة، يحاول غروسي فرض أجندة سياسية تحت ستار عمل فني، مما يتجاوز دور الوكالة الأساسي. في هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي عن تأجيل الجولة الرابعة لأسباب لوجستية وفنية فقط، مؤكداً التزام طهران بالوصول إلى اتفاق عادل يرفع العقوبات بالكامل ويعزز الثقة الدولية في برنامجها النووي السلمي. وأكد عراقتشي أن إيران لن تتخلى عن حقوقها النووية المشروعة، رغم الضغوط. هذه التطورات تأتي في وقت تزداد فيه الاتصالات الإقليمية والدولية لتعزيز المسار الدبلوماسي، مع دعوات لتجنب التصعيد والعمل نحو تفاهم يحافظ على الأمن في المنطقة. يعكس ذلك الجدل الدائر حول كيفية التوازن بين الالتزامات الدولية والمصالح الوطنية، حيث يرى مراقبون أن أي خطوة خاطئة قد تؤدي إلى تفاقم الوضع. على سبيل المثال، يُذكر أن الاتفاق النووي الأصلي في 2015 كان خطوة تاريخية للحد من البرنامج الإيراني، لكنه تعرض للضرب مع انسحاب الولايات المتحدة في 2018، مما أعطى دفعة لإيران لتوسيع نشاطاتها. الآن، مع استمرار المفاوضات، يركز الجانبان على نقاط الخلاف مثل مستوى الرقابة الدولية والتزامات الغرب في رفع العقوبات، في محاولة للعودة إلى مسار السلام. هذا الوضع يبرز أهمية الحوار المستمر، حيث يعتقد خبراء أن الاتفاق الجديد يمكن أن يفتح أبواباً للتعاون الاقتصادي والسياسي، لكنه يتطلب تنازلات من جميع الأطراف لتجنب المغامرات غير المحسوبة. في الختام، تظل هذه القضية محوراً للاهتمام العالمي، مع أمل في أن يؤدي الجهود الحالية إلى حل يضمن السلام والاستقرار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق